حصن "شالي" يولد من جديد ويعود بواحة سيوة إلى عهدها القديم قبل 800 عام

الجمعة، 06 نوفمبر 2020 03:22 م
حصن "شالي" يولد من جديد ويعود بواحة سيوة إلى عهدها القديم قبل 800 عام
"شالى" حصن سيوة القديمة يستعيد رونقه

عادت قلعة وحصن "شالى" الأثرى بواحة سيوة، إلى ما كانت عليه عندما أنشأها أهالى سيوة قبل 800 سنة، مع الانتهاء من أعمال الترميم وإعادة إنشاء الأجزاء المهدمة من شالى، التى بدأت قبل 3 أعوام، بجهود مشتركة من الدولة والاتحاد الأوروبى، لإعادة إحياء شالى القديمة لإعلانها ضمن التراث العالمى.
 
ويقع حصن شالى على جبل صغير تحيط به الزراعات وعيون المياه، للإقامة فيها ولصد غارات الغزاة واللصوص، ومع مرور الزمن تهدمت أجزاء من القلعة وتزايد عدد سكان الواحة، فنزلوا إلى السهل المحيط بها وتوسعوا فى بناء المنازل، ومنذ 92 عاما تساقطت أمطار غزيرة أثرت على المبانى الأثرية، وأصبحت القلعة مهجورة ومهدمة، بفعل عوامل الزمن والتعرية، خاصة أنها مبنية من مادة "الكرشيف" وهى مزيج من الطين والملح، وتعد "شالى" من أشهر معالم سيوة التاريخية، وتعنى كلمة "شالى" المدينة باللغة السيوية القديمة.
 
وأشرفت منطقة الآثار الإسلامية بواحة سيوة، على أعمال الترميم، التى تنفذها شركة متخصصة فى العمارة البيئية، من خلال الاستعانة بأبناء سيوة من البنائين الذين يحترفون البناء بمادة الكرشيف التراثية.
 
 
ويقول المهندس عماد فريد مدير مشروعات شركة نوعية البيئة الدولية، المنفذة لمشروع الترميم، إن قلعة "شالي" من أهم المناطق الأثرية الإسلامية فى مصر والعالم، لخصوصيتها وتميزها بطراز معمارى خاص وغير متكرر، ويعود تاريخ إنشائها لـ 800 سنة، ومرشحة لإعلانها منطقة تراث عالمى من خلال منظمة اليونسكو، عقب استكمال أعمال الترميم.
 
وأوضح مدير المشروع، أن الأعمال بدأت بترميم المسجد العتيق وهو أقدم مسجد مبنى بالطين فى قارة أفريقيا، كما تم الانتهاء من أعمال الترميم فى شالى، حيث تم الانتهاء من ترميم مسجد تطندى، وافتتحه وزير الآثار والسياحة، واللواء مجدى الغرابلى محافظ مطروح السابق، بحضور 15 سفيرًا وقنصلاً لدول من أوروبا وآسيا، فى شهر أكتوبر عام 2018.
 
 
وشهدت الفترة الماضية ترميم باقى مبانى شالى بعد الانتهاء من ترميم الأجزاء المتهدمة من الأسوار المحيطة بها، وإعادة تخطيطها المعمارى القديم المقامة عليه، وفتح شوارعها وترميم الأجزاء المعرضة للانهيار.
 
وتضم مدينة سيوة القديمة "شالى" 7 آبار مياه عميقة، كانت يستخدم أهالى الواحة فى الشرب، عندما كانوا يعيشون داخل الحصن.
 
 
وأوضح المهندس عماد فريد، أن مشروع إحياء مدينة سيوة القديمة، يتم تنفيذه بدعم من الاتحاد الأوروبي، وتساهم شركة نوعية البيئة بنسبة 20% من التكاليف، التى تشمل إقامة مشروع خدمى لأهل سيوة كمركز لرعاية الطفولة والأمومة، وتم ترميم مجموعة من البيوت القديمة المحيطة بشالي، والانتهاء من أعمال المركز الخدمي، ومن جميع أعمال الترميم فى وعادت شالى إلى ما كانت عليه، واكتشاف السلالم عند المرتفعات والمنخفضات بشوارع المدينة، وإظهار شكل البيوت لسكان شالى القديمة.
 
من جانبه أكد محمد العوضى مدير عام شئون مناطق آثار مطروح، أن قلعة واحة سيوة قديما كانت بلدة صغيرة، وبها حدائق نخيل وأشجار زيتون وتراجع عدد سكان الواحة بشكل كبير بسبب الغزو من الأعداء وقطاع الطرق، مما اضطر أهل الواحة، قبل 800 سنة، لترك قريتهم المعرضة لخطر الغزو واختاروا موقعًا جديدًا وشيدوا فيه قرية جديدة محصنة فوق الجبل ليكون حماية لهم من أعدائهم، وأطلقوا عليها اسم " شالي" أى المدينة باللغة السيوية، وأقام الأهالى منازلهم على الجبل وأحاطوها بسور مرتفع وجعلوا له مدخل واحد، وهو موجود حتى الآن، باسم "الباب انشال" ومعناه "باب المدينة"، وبعد مرور حوالى 100 عام فتحوا باب آخر للحصن، أطلقوا عليه "الباب أثراب" أى الباب الجديد وبعدها فتحوا بابا ثالث من أجل النساء أطلقوا عليه "باب قدوحة".
 
وأوضح مدير عام شئون مناطق آثار مطروح، أنه فى عام 1926 هطلت أمطار غزيرة استمرت 3 أيام نتج عنها انهيار بعض المنازل وتصدع عدد آخر، فأضطر أصحابها لإخلائها خوفًا على حياتهم، وترك السكان منازلهم القديمة وشيدوا منازل جديدة أسف الجبل المقام عليه مدينة شالى القديمة وهى سيوة الحالية.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة