المشهد الأخير في حياة وحيد حامد: الحارس الأمين على أحلامنا وصاحب أشهر عبارات السينما

السبت، 02 يناير 2021 09:41 م
المشهد الأخير في حياة وحيد حامد: الحارس الأمين على أحلامنا وصاحب أشهر عبارات السينما
وحيد حامد
كتبت: إيمان محجوب

في يوم حزين فقدت مصر أحد رموز قوتها الناعمة، والذي وقفت كتاباته في وجه أعداء الوطن وعبرت عن أحلام ومشاكل كل طبقات المجتمع المصري، الذي جعلنا نضحك حتى تطلع "الصورة حلوة"، والذي كتب عن الناس المنسية في "المنسي" وعن الفساد السياسي في "معالي الوزير"، وعن المظلوم الذي يبحث عند القاضي عن سبيل لنجاته في 'طائر الليل الحزين" بتفاصيل وجمل حوارية مبدعة، كان آخرها عندما وقف على المسرح في الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي قائلا أنا: «حبيت أيامي» بما فيها من تجارب فنية وحياتيه. إنه الكاتب والسيناريست وحيد حامد، أحد عباقرة الكتابة السينمائية والذي توفي اليوم السبت 2 يناير 2021 عن عمر ناهز 76 إثر أزمة قلبية.
 
حامد الذي لخص حياة المواطن المصري البسيط في فيلم اللعب مع الكبار، عن طريق (حسن بهلول) أنه سيظل يحلم، رغم الفساد سيظل يواجه أعداء الوطن قائلا: «أنا الحارس الأمين بين يدى مولاه ساهرا عليه. قريبا منه. فانيا في ذاته، حتى لقد أضفي على وجهى سماته وقسماته، أنا صاحب فرعون. بل إنى أنا فرعون، عبدنى الناس منذ فجر الدهور، واختلفت أسمائي باختلاف العصور». فهو صاحب أشهر عبارات حوارية في ذاكرة السينما المصرية والتي أثرت في تشكيل وعي ووجدان أجيال حيث عرف وحيد حامد بتقديم أعمال اجتماعية ذات بعد سياسي تناقش قضايا المجتمع المصري، ففي حوار بفيلم الإرهاب والكباب بين مواطنان في أتوبيس نقل جماعي: – «طيب. مافيش حاجة هترخص؟ - «حجات كتير هترخص وتبقى بسعر التراب. أنا وانت والأستاذ وحضراتكم أجمعين».
 
 
كما عبر وحيد حامد عن فلسفة المواطن البسيط الذي يواجه الموت في كل لحظة، ففي فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة» قال بكري حارس المدرسة لمدرس التاريخ المنقول للسلوم كعقاب: «الدنيا يا ولدي ليها وشين. أبيض وأسود. لما تبقى بيضا قدامك افتكر الأسود عشان تسلك، ولما تبقى سوده افتكر الأبيض عشان تقدر تعيش لبكرة».
 
ومن أشهر عباراته السينمائية في فيلم اضحك الصورة تطلع حلوة، قال سيد غريب المصور المتجول لابنته: «كرامتك يا تهانى كرامتك يابنتى، طز فيه. الصورة لما بتبقى وحشة بنقطعها ونرميها والصورة لما بتبقى حلوه بنحتفظ بيها لأنها بتفكرنا بأجمل لحظات عمرنا يابنتى».
 
وكذلك في فيلم البريء عندما قال أحمد سبع الليل لنفسه: "حسين أفندي ابن أبويا الحاج وهدان، لا يمكن يكون من أعداء الوطن. ضحكوا عليك يا سبع الليل؟ . اللي هنا مش أعداء الوطن!"
 
بهذه العبارات الحوارية لأبطال أكثر من أربعين عمل سينمائي، كان وحيد حامد يرصد أحلام وطموحات المواطن المصري ويتنبأ بمستقبل مصر السياسي ومعارك المجتمع مع الإرهاب والمتطرفين لمدة خمس عقود من تاريخ مصر.
 
جاء وحيد حامد إلى القاهرة عام 1963 قادمًا من الشرقية لدراسة الاجتماع بكلية الآداب، وعمل على تثقيف نفسه وظل سنوات يطلع على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية، ويزور المكتبات والسينما والمسرح أملا في أن يصبح كاتبًا مميزًا للقصة القصيرة والمسرح، فكتب في العديد من الصحف والمطبوعات، حتى ظهرت له أول مجموعة قصصية من هيئة الكتاب، وكانت تحمل اسم "القمر يقتل عاشقه"، ذهب إلى الكاتب يوسف إدريس الذي يعتبره هو والأديب نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبد الرحمن الشرقاوي ـ أساتذته الذين أصقلوا عنده الموهبة، إلا أن الكاتب يوسف إدريس، نصحه بالكتابة في مجال الدراما، وهو ما فعله ونجح فيه.
 
وفي بداية مشواره الأدبي، اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية، فقدم العديد من الأعمال الدرامية وصلت إلى أكثر من ثلاثين عملًا، ومن الإذاعة إلى التليفزيون والسينما حيث قدم نحو 41 فيلمًا سينمائيًا و35 مسلسلًا تلفزيونيًا.
 
كما قام بكتابة المقال السياسي والاجتماعي في أكثر الصحف انتشارا، وحظى بجمهور واسع من القراء وكذلك أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة أربع سنوات متتالية وتخرج منها عدد من أفضل كتاب السيناريو الحاليين. تزوج من الإعلامية زينب سويدان رئيس التلفزيون المصري سابقا، ووالد المخرج السينمائي مروان حامد.
 
وحاز وحيد حامد عن أعماله على عدة جوائز، وفي 2020 حاز على جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة