قصة حب غريبة

الجمعة، 03 أبريل 2020 12:51 ص
قصة حب غريبة
آمال فكار

 
عندما سألت رئيس المحكة عن أغرب قضية عرضت عليه خلال عمله بالقضاء قال أنه لن ينسي موقف زوجة جميلة لم تتعدي الثالثة والثلاثين من عمرها، وهى في غاية الرقة والهدوء، عندما خرجت من بين صفوف الجالسين في قاعة المحكمة، لتعرض دعواها وتصر علي أغرب طلب تتقدم به زوجة للقضاء.
 
قالت الزوجة أنها ترغب في الطلاق من زوجها الذي تحبه وتخاف عليه، وبدأت كلامها والدموع تتساقط من عينيها ليختنق صوتها وقالت "سيدي القاضى، أنا اطلب الطلاق من زوجي الحبيب، لإني إمرأه ناقصة، وأي رجل في الدنيا عندما يقدم علي طلب الزواج يقصد الحب والدفئ والاطفال، لكنى اعطيته كل شئ الا الاطفال، فقد تزوجته منذ ١٠سنوات، وطاف بي كل العيادات حتي السفر إلي الخارج لم يقصر معي ابداً، لذلك اريد أن اريح ضميري فهو لم يصيبني بأي ضرر خلال عشرتي معه، بل هو رجل كريم اعطاني كل الحب والرعاية، لكنى حرمته من نعمه الولد، وفشلت أن اجعله ابا ككل الاباء.. كنت اشعر بنار تحرقني كلما شاهدت نظره الحرمان في عينيه عندما يري الاطفال، او يأتي اي طفل لزيارتنا مع عائلته.. سنوات طويله مضت في المحاولات الفاشله، عشر سنوات وهو يحاول معي ولا ذنب لي، لذلك أريد الطلاق امام كرمه وحبه لي، فهو رفض طلاقي ورفض أن يتزوج بأخرى".
 
وأضافت "اي ظلم هذا يرتكبه في حق نفسه، فهو يحرم نفسه من شئ حلله الله، فقد حاولت أن اجعله يتزوج حتي يتحقق له ما يتمناه، لكنه رفض بشدة، لانه يحبني لكن هذا حب أحمق، فهو أضاع سنوات يائسه لا خير فيها.. عاقر عاقر ياسيدي عاقر".. هنا ضجت القاعة بضحكات الجالسين عندما كررتها أكثر من مرة، وأكملت حديثها "أمام كرمه وحبه اطلب طلاقي منه، فهو رجل عنيد دائما يقول عنى انني زوجته وطفلته وحبيبته، لكني احبه ولا أريد حرماني من حبه ولا حرمانه من تحقيق ابوته".
 
صرخت الزوجة وبكت وقالت "ارجوك طلقني حتي ارتاح واهدأ"، ثم جلست بين الصفوف ليخرج رجل لا يقل عنها وسامة واناقة وطباع كريمة، طبطب علي كتفها قبل الوصول إلى المنصه وطلب أن يتكلم وقال "انني احبها وهي زوجتي وتملأ كل دنياي..لا أريد الاطفال او الزواج باخري.. أليس غريبا أنها تطلب الطلاق فهي سيده فاضلة، لكنها عاشت الحرمان أكثر مني، لأن الامومة هي كل شئ بالنسبه لها، فحرمت منها، فكيف لها أن تحرم مني أنا ايضا؟.. كيف اطلقها بحكم من المحكمه؟.. ألم يكن بمقدوري أن اطلقها لو كنت أريد الاطفال؟.. ألم يكن في مقدوري أن أتزوج بأخري؟.. كل شئ ممكن لكني اريدها هي.. زوجتي وابنتي وكل دنيتي، فقد احببتها وعشنا قصه حب طويله خلال ١٠سنوات كلها سعاده لا توصف ولا تتوقف.. أنني احبها ولا اوافق علي طلاقها، وجئت معها للمحكمه حتي أثبت لها حبي وتمسكي بها، ولا اوافق علي طلاقها..  ارفض ارفض ارفض طلاقها".. هكذا كرر الزوج رفضه أمام منصه المحكمه.
 
رئيس المحكمة قال أنه لم يكن أمامه حل فى مواجهة إصرار الزوج غير رفض دعوي الطلاق، وكتب في اسباب الحكم، أن المحكمه تري في موقف الزوجة باصرارها علي الطلاق أنه لم يقع عليها ضررا من الزوج، وهو موقف غريب في مسلكها من خلال الخروج عن المألوف ، الله قد شرع الطلاق لاسباب عديدة ويستحيل معها الحياة الزوجية وليس من بينها عقم الزوجه او الزوج، لأنه سبب خارج عن إرادة كل منهما، وبما أن الزوج يرفض باصرار طلاق زوجته، فأن المحكمة ترفض الدعوي.
 
وعقب إعلان الحكم خرج الزوجين متشابكي الأيدي، ونظرة حب تجمع بينهما أمام اعجاب الجميع.. فهذا هو الحب.

 

تعليقات (1)
حب
بواسطة: حسين العثماني
بتاريخ: الخميس، 09 أبريل 2020 02:10 ص

و الله قصة حب رووعة ..تصلح ان تكون فيلم رومنسي .... ربنا ما بيعطي كل شئ للإنسان ..فهم يعيشون قصة حب را ئعة و محرومين من الاطفال ....و في ناس عندهم اطفال و نفسهم يجربوا الحب و يعيشوا الحب ....سبحان الله

اضف تعليق