انهيار ماكينة داعش الإعلامية.. أبرز اسباب انتهاء التنظيم بعد طرده من العراق وسوريا

الإثنين، 10 أبريل 2017 01:00 م
انهيار ماكينة داعش الإعلامية.. أبرز اسباب انتهاء التنظيم بعد طرده من العراق وسوريا
داعش - أرشيفية
كتب محمد حجاج

يعيش تنظيم داعش الإرهابى، خلال الفترة الماضية حالة من الانهيارالشامل، على جميع المستويات، سواء العسكري، أو الإعلامي، أو الحاضنة الشعبية في الدول التي دخلها التنظيم قبل، أعوام، فمن ضمن أبرز وسائل انتشار التنظيم خلال فترة معينة من الزمن، هو اعتماده الشامل على الآلة والماكينة الإعلامية، التي عملت على جذب الآلاف من الشباب على مستوى العالم، بعد الأعمال الهليودية والأناشيد الرنانة، التي جعلت الشباب ينخدع في التنظيم.
 
فالترويج الشامل للتنظيم من خلال الإصدارات الاعلامية جعل الشباب ينفرون إليه، على وهم حلم الخلافة الإسلامية، التي انتهكها التنظيم في بلاد الرافدين، وما أن انهارت هذه المنظومة الإعلامية، وبدأ التنظيم ينهار، ويهرب منه الشباب والقيادات على حد سواء، فاكتشف الشباب أن التنظيم يكفر كل انسى في العالم، ويكن الحقد والكره للجميع بلا استثناء، ووجدوا انفسهم امام صدمة الطاعة العمياء للقيادات.
 
ففي فترة زمنية محدودة، أنشأ التنظيم مئات الآلاف من الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، لجذب الشباب، وما ان قامت ادارات الموقعين بحذف وتقليص هذه الحسابات الوهمية، التي تدعوا للإرهاب، تقلص دور التنظيم في الانتشار وبدأ المجتمع النفور منهم، فتشمل ترسانة تنظيم "داعش" الإعلامية في الشبكة العنكبوتية جميع أشكال المنافذ من مدونات ومنتديات ومواقع إلكترونية تقليدية، كما يمتلك العديد من مؤسسات الإنتاج المرئي والصوري، ولديه مواقع متغيرة وثابتة تتبدل روابطها باستمرار لتلافي الملاحقة والإغلاق. توفر هذه الترسانة خدمات بلغات عدة إلى جانب العربية مثل الانكليزية والفرنسية والتركية والشيشانية والكردية، كما يمتلك مجلات وإصدارات وإذاعات محلية أبرزها إذاعة "البيان" في مدينة الموصل (شمال العراق) وايضًا كابينات يطلق عليها "نقاط اعلامية" يقوم من خلالها بعرض بياناته وافلامه بشكل مباشر للجمهور، والبيان ظهرت بعد اغلاق مؤسسة دابق.
 
ومن أبرز مواقع التنظيم:"موقع الخلافة الاسلامية، وهي مدونة تنشر باللغتين العربية والانكليزية، تابعة لـ"داعش"، تعرض الأخبار بشكل افقي تتضمن نشاطات التنظيم، وشبكة المراسلون الإعلامية، مدونة غرفة منبر الأنصار الإسلامية، الدولة الاسلامية، المدونة الجامعة لإصدارات الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الاسلامية، الدولة الإسلامية باقية بإذن الله، أنصار المجاهدين للإنتاج الإعلامي".
 
كما أن المنتديات والمواقع الإلكترونية، التي كان يعتمد عليها التنظيم تضم: " شبكة الجهاد العالمي، منتديات الملاحم والفتن، منتدى العقاب، أخبار الدولة الإسلامية، منتديات النصرة الجهادية، منتديات البراق، شبكة حنين، شبكة الزرقاوي الجهادية، وكالة الأنباء الإسلامية (حق)، مركز الفجر للاعلام، وكالة أعماق الإخبارية، وه وكالة إخبارية تابعة لتنظيم "داعش".
 
أما مؤسسات الإنتاج الإعلامي وقنوات الـ"يوتيوب"، فتضم: "مؤسسة"الفرقان" الإعلامية التي تعتبر الأقدم والأهم، وبعدها ظهرت مؤسسات أخرى ابرزها مؤسسات "الاعتصام"ومركز"الحياة"، و"أعماق"، و"البتار"، و"دابق" الإعلامية، و"الخلافة"، و"أجناد" والغرباء للإعلام"، و"الإسراء"، و"الصقيل"، و"الوفاء"، و"نسائم للإنتاج الصوتي، مؤسسة الاعتصام، المنبر الإعلامي الجهادي، مؤسسة الصقيل".
 
ويمتلك التنظيم عدد من الاذاعات أبرزها: " إذاعة البيان، تردد الاذاعة 92.5 FM في الموصل، وهي أول إذاعة محلية تابعة لتنظيم "داعش"، تبث من مدينة الموصل بمعدل بث يمتد إلى تسع ساعات يوميا.
 
وفى سياق متصل، كشفت دراسة أعدها مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية عن تراجع الرسالة الإعلامية لتنظيم داعش بسبب مقتل عدد كبير من كوادر التنظيم الإعلامية، فضلا عن شدة الضربات العسكرية ضده في سوريا والعراق.
 
وقسَّمت الدراسة المنتج الإعلامي لتنظيم "داعش" إلى ثلاثة أنواع، وفقا لمضمون الرسالة التي يحاول التنظيم بثها ونشرها، وهذه الأنواع هي صور غير عسكرية نشرتها الأذرع الإعلامية للتنظيم في سوريا، وتلك التي نشرتها أذرعه في العراق، إضافة إلى بيانات التنظيم وفيديوهاته.
 
وقالت الدراسة إن نحو 63% من المنتج الإعلامي لـ"داعش" يتمثل في الصور، فيما يأتي 20% فقط من رسائل الفيديو، مشيرا إلى أن التركيز على المحتوى غير العسكري كانت له دلالة كبيرة في مدى سيطرة "داعش" على هذه المنطقة أو تلك.
 
وأشار المرصد إلى التراجع الكبير في الأداء الإعلامي للآلة الإعلامية لدى التنظيم، حيث بلغ عدد الصور التي بثها التنظيم في ذروة قوته، والتي جاءت في الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2015 نحو 3217 صورة في سوريا، و3762 صورة في العراق، في مقابل انخفاض ملحوظ في الأشهر الثلاثة الأخيرة، حيث وصلت النسبة في سوريا إلى 2500 صورة، بينما انخفضت في العراق إلى 2700 صورة.
 
فيما وصلت نسبة الفيديوهات إلى 728 في شهر أغسطس، وانخفضت إلى نحو 500 فيديو في شهر أكتوبر، وهذه النسبة تدل على أن قوة داعش وسيطرته في سوريا أكثر من سيطرته في العراق، ما انعكس على المحتوى الإعلامي للتنظيم.
 
وفى دراسة تحليلية اخرى تناولت الصورة التي يقدمها الإعلام الأجنبي عن "داعش" بهدف التعرف على الرسائل التي يوجهها الإعلام والأعمال الروائية المتلفزة حول هذا التنظيم الإرهابي. وتوضح الدراسة التي أعدتها مؤسسة التنمية والدعم الروسية المنبثقة عن نادي "فالداي" الدولي للحوار، أن الصورة الدارجة لـ"داعش" في وسائل الإعلام، هي صورة مركبة ومثيرة للجدل وعابرة للحدود، حيث تشكلت نتيجة لتداخل الأطر الإعلامية التقليدية والحديثة التي تمخضت هي الأخرى عن المزج ما بين رسائل "داعش" الترويجية وما يصوره ويحكيه إعلام الدول المعادية للإرهاب.
 
وتؤكد الدراسة أن المتابعين في الوقت الراهن، يشهدون محاولة لتوصيف ظاهرة اجتماعية سياسية جديدة بلغة إعلامية مهترئة تجعل من المستحيل التعبير عن جوهر هذه الظاهرة وتعريتها. وتشير هذه الدراسة إلى تقدم مستمر في توصيف هذه الظاهرة، بما يرافقها من تغيرات تطال الأطر التقليدية التي كانت تستخدم سابقا في تغطية الإسلام الراديكالي، إذ تقدم الأعمال الروائية عادة إبداعا وحداثة لغويين أكبر مما تقدمه وسائل الإعلام التقليدية.
 
وخلصت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام ما انفكت تركز على ميزتين رئيسيتين للنبأ، وهما الإخبار والتحليل، إذ أن 28 في المئة من مجمل الأنباء التي تتحدث عن "داعش" تعتبره عدوا، فيما اصطلحت وسائل الإعلام عباراتي "التدخل الدبلوماسي" و"التدخل العسكري" في واحد من كل عشرة تقارير تتطرق فيها لـ"داعش". كما تتعمد هذه الوسائل وحسب الدراسة، أن تدرج في موادها لدى تغطية ممارسات التنظيم الإرهابي المذكور كلمات "الإسلام"، "المتطرفون"، "المسيحية، "الضحية والجاني"، وهو ما يتجلى في كثير من التقارير التي تنشرها "وول ستريت"، و"جورنال" و"غارديان".
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق