في 6 خطوات كيف تقتل الأبناء؟

الخميس، 12 أبريل 2018 03:26 م
في 6 خطوات كيف تقتل الأبناء؟
هبة العدوي تكتب:

نطالع الآن أجيال من الصغار.. تهزأ من الكبار..في أحيانا كثير ة يكون هؤلاء الأبناء لم يتلقوا قدر كاف من التربية والإذكاء الروحي.. في أحيان أكثر تكون كل المشكلة في الآباء..
ولا اقصد هنا بالاستهزاء كل ما يقع داخل القبح من الألفاظ والمعاني والشتائم بالطبع لا..
ولكن فكرة أن يشيح أبنائك بوجههم عنك..فكرة أن ينصرف أبناء أسرة ما عن انتمائهم لأرضهم الأصيلة..
فكرة أن تقتل الروح الإنسانية.. وأنت تنتظر أن تنبت يوما حضارة وفكرا ومستثقبا مزهرا..
فلكل غرس, طريقة.. وإلا لما فلحت يوما زراعة ولا أكل الوطن يوما طيبا..
فكيف يكون ذلك ؟؟.. كيف تجعلهم يجعلوا منك مثارا للسخرية بدلا من أن تكون قدوة يُحتذي بها ؟؟
 
1-كن أكثر سلطوية..
أصنع هرمك السلطوي.. من أجزاء تتشابه قطعها مع بعضها البعض.. أرفض اختلاف آرائهم.. أدعوهم للتماثل.. لا يهم أن يكونوا متماثلين معك شخصيا..
الأهم تماثلهم مع فكرتك..
الأكثر سلطوية.. يجعلهم يتماثلون مع شخصه.. فالسلطوية درجات..
وعلي قدر مدي سلطويتك الهرمية علي قدر ما يكون نصيبك من الاستهزاء..
 
2-كن أكثر لوما علي كل خطأ يفعلوه..
أكثِر من لومك عليهم.. فهم شباب صغار في نظرك ليسوا علي درجة من الوعي الكافي..
ولأفترض معك أنهم كذلك بالفعل.. تقول كتب الإدارة..أنك لتعبر تلك المشكلة, تحتاج لمهارة بث الثقة..
والتي تعتبر أعلي درجة المحفزات البشرية.. إفترض فيهم الثقة ودربهم بما يكفي لكي يصلوا لهذا المستوي من الثقة..
أنت هكذا تعبر معهم وبهم..لمزيدا من الحلول.. ومعها مزيدا من الثقة المتبادلة..
والعكس بالعكس..
 
3-قارنهم دوما بغيرهم وتحدث كثيرا عن قدرة الآخرين الفائقة..أمام قدرة أبنائك الغير كافية
إعطي توقعات عالية بقدراتهم التي لم توفر لها أسباب تطويرها من جذور طفولتهم..
 
4-لا تأخذ أي تغذية راجعة.. إقفل علي نفسك دائرتك..
لا تعتمد ابدا علي التغذية الراجعة.. لاتستمع لهم ابدا..
إذا ما تحدث أحدهم.. كممه..
إذا ما تفوه بكلمة.. أقصفها..
إذا ما أراد.. إكسر إرادته..
 
 
5-إعتبر كل نقد هو إختلال للثقة.. وهدف لزعزعة سلطتك..
وإذا ما صمد أحدهم.. وصاح معارضا.. إعتبره هذا هو المصدر الأساسي لزعزعة الإستقرار في منطقتك الأسرية..بكامل الإصرار.. إرفضه.. عنّفه.. علمه أن قول كلمته عالية أمامك هو خطأ لن يقوي أبدا أن يكرره..
فإذا ما أراد نقدك..فليكن إذا مستترا في هذا الظل الذي لا تسمعه..
وهكذا لا تستطيع أنت أن ترده إلي صوابه..إذا ما كان مخطئا.. بل إجعله –بعنفك معه – يتشبث اكثر برأيه.. ويكون أكثر نشرا له.. إستمر أنت علي الطريق, خاصة إذا كنت تري هذا الفكر خاطيء.
 
 
6-إسمع فقط من دوائرك الخاصة..
أنت سلطة.. لك حاشية.. قد تكون زوجتك المصونة.. أو أحد ابنائك المطيعين.. الذي تراهم هم وفقط المخلصين.. هم فقط من تستمع لهم.. وحتما سيصفقون لك.. سيمدحوك في كل خطوة تحتذيها.. وتجدهم لذاتك السلبية السلطوية دوما مغذيها.. بكل ما تحتاجه من تقدير أعمي يعميك دوما عن رؤية الحقيقة.. ويجعلك تضيع في سرابات لا مكان لها علي الخريطة.. إستمر أنت علي الطريق..
 
***
ليس القتل فقط هو قتل للبدن, ولكن الأكثر وجعا هو إغتيال الروح.. تلك التي ما إن ماتت, لحق بها الضمير وصار الإنسان متخبطاً مشوه الشخصية ومشوه لكل من حوله..وهكذا إذا ما كبر كان مثلك في حلقة مفرغة لا تنتهي إلا بإرادة حرة مما يسمي (الشخص الإنتقالي )..
 
هذا الذي يذوق وجع الروح, ولكنه يرفض أن ينقل آلامه إلي الأجيال التي تليه..
فهل لمصرنا وأسرها من شخوصاً إنتقالية ؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق