إيران والمفاوضات الأمريكية الكورية.. ترقب حذر وتخوفات من عقوبات أكثر

الخميس، 21 يونيو 2018 10:00 ص
إيران والمفاوضات الأمريكية الكورية.. ترقب حذر وتخوفات من عقوبات أكثر
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحانى
محمد الشرقاوي

في 12 يونيو، العالم كان على موعد مع أول قمة كورية شمالية وأمريكية، بمنتجع «كابيلا» في جزيرة «سينتوسا» في سنغافورة، كأول اجتماع بين رئيس أمريكي وزعيم شمالي.

الترقب كان سيد الموقف –آن ذاك- ما بين تخوفات بفشل المفاوضات وما تنتهي إليه، هل هدوء حذر أم بيات طويل الأمد، غير أن الموقف الإيراني كان أكثر حذرا وترقبا، فما ستنتهي إليه المفاوضات بسنغافورة ستكون له تبعات على الاتفاق النووي الإيراني والذي انسحبت منه أمريكا في 8 مايو الماضي.

 

جزيرة كابيلا في سنغافورة
 
 

الانسحاب الأمريكي من الاتفاق كان تنفيذا لوعد انتخابي أخذه دونالد ترامب على نفسه، وبالتأكيد بمثابة وضع عقبات تحول دون تطوير إيران لقدراتها النووية بعد عام 2025، قال ترامب إن الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في مايو 2015، خالي من بنود تلجم نفوذ طهران في سوريا واليمن ولبنان، وتضع حدا لبرنامجها الباليستي.

 

ورغم المحاولات الأوروبية لإثناء ترامب عن الانسحاب، والزج بوضع بنود في الاتفاق القائم تلجم التطلعات الإيرانية، قاد ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لم يستجب ترامب، وقال بضرورة أن يرضي أمريكا وكذلك إسرائيل.

 

إيمانويل ماكرون وترامب
 
 

الطموحات الأمريكية تعدت الاتفاق النووي إلى الحد من التواجد الإقليمي لطهران في سوريا والعراق ولبنان، ما جعل من طهران مراقبة القمة الأمريكية الكورية الحذر، ففي حال حدوث أي مفاوضات مع واشنطن ستحضر بقوة قمة سنغافورة وما انتهت إليه.

قمة سنغافورة انتهت إلى توقيع الزعيمان وثيقة، تؤكد التزام كيم أونج بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية مقابل التزام واشنطن بأمن كوريا الشمالية.

البداية

عمدت إيران إلى الحديث عن عدم ثقة يتسم بها ترامب، وأن الاتفاق الكوري الأمريكي سيكون قصير الأمد، وأن الرئيس الأمريكي من الممكن أن يلغي الاتفاق خلال ساعات، المتحدث باسم حكومة طهران قال: «لا نعرف مع من يتفاوض زعيم كوريا الشمالية.. من الواضح أنه قد يلغي الاتفاق قبل أن يعود إلى بلاده».

 

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال إن إيران تراقب بدقة المسارات المحتملة للمفاوضات التي تجري في الوقت الحالي بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، من أجل الوصول إلى تسوية للأزمات العديدة العالقة بين الطرفين، وعلى رأسها البرنامجين النووي والصاروخي لبيونج يانج.

يضيف المركز البحثي، أن رغم أن قمة «سنغافورة» بعيدة عن النزاع الأمريكي الإيراني، إلا أنه من المتوقع أن تنعكس نتائج المفاوضات القائمة على المسارات المحتملة للمواجهة بين الطرفين، لاسيما بعد اتساع نطاق الخلافات لتتجاوز الاتفاق النووي وتمتد إلى الدور الإقليمي.

المركز فسر الاهتمامات الإيرانية بتحذير كوريا الشمالية، في عدة اعتبارات، أولها « دعم سياسات واشنطن»، لأن التقدم في المفاوضات سيدفع واشنطن إلى التمسك بسياستها في عدم تقديم تنازلات، حتى لو كانت محدودة في ظل الضغوط الأوروبية لاستمرار الاتفاق الإيراني.

 

توحيد الجبهات

 

ترى الإدارة الإيرانية في نجاح المفاوضات الأمريكية الكورية، تقليص جبهات الصراع للإدارة الأمريكية، بحسب المركز فإن واشنطن ستركز اهتماماتها على الأزمة الإيرانية، وستعمل على دفع إيران إلى تبني مرونة في التعامل مع التحفظات الأمريكية تجاه الاتفاق النووي الحالي والأدوار التخريبية التي تقوم بها في دول الأزمات على غرار سوريا واليمن.

يتابع المركز فإن إيران لا تريد أن تبقى وحيدة في مواجهة التصعيد الحالي من جانب الولايات المتحدة، التي لم تعد تستبعد أي خيار في التعامل مع الأزمات العالقة معها.

ترامب وكيم  2

 

عقوبات متزايدة

من الممكن أن تكون الإدارة الأمريكية بشكل غير معلن مع كوريا الشمالية، إلى تحجيم التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين، بعدما طغى على العلاقات بين طهران وبيونج يانج مؤخرا تقارب ملحوظ، بعد زيارة رئيس مجلس الشعب الكوري الشمالي كيم يونج نام إلى طهران في 31 يوليو 2017، واستمرت الزيارة عشرة أيام تخللتها مشاركته في مراسم أداء الرئيس حسن روحاني اليمين الدستورية في 5 أغسطس من العام نفسه، وهو ما يؤشر إلى أن التعاون بين الطرفين في المجالات المختلفة، لا سيما المجال العسكري، كان محور مباحثات مطولة أجراها مسئولو الدولتين خلال تلك الزيارة، بحسب المركز.

 

وتتمثل أهم مجالات التعاون في تطوير برنامج الصواريخ الإيرانية، حيث كانت التكنولوجية الكورية الشمالية مكونًا أساسيًا من مكونات هذا البرنامج، وقد دفع ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى توجيه انتقادات إلى طهران، في 24 سبتمبر 2017، عقب إجراءها تجربة لإطلاق صاروخ «خرمشهر» الباليستي، مشيرًا إلى أنها تتعاون مع كوريا الشمالية في هذا الإطار.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق