بعد تحديها.. تعرف على السيناريوهات المتوقعة للموقف الأمريكي تجاه قطر

السبت، 18 أغسطس 2018 12:00 م
بعد تحديها.. تعرف على السيناريوهات المتوقعة للموقف الأمريكي تجاه قطر
شيريهان المنيري

قرر تنظيم الحمدين - حكومة قطر - الإنحياز الواضح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحل أزمته وبلاده، التي تصاعدت حدتها الأسابيع الأخيرة، رغمًا عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب تجاه تركيا، إثر استمرار أزمة اعتقال أنقرة للقس الأمريكي، آندرو برونسون.

الموقف القطري جاء متحديًا نظيره الأمريكي تجاه تركيا، وربما هو ما دفع عدد من الأصوات الأمريكية إلى كشف فضائح النظام القطري،الذي طالما يدعم ويُمول الإرهاب، ما دفع دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة. وعرض البرنامج الأسبوعي الشهير «سام وعمار» عبر قناة «الحرة الأمريكية»، حلقتين على مدار أسبوعين الأولى جاءت بعنوان «قطر: القزم المُصر على التعملق»، والثانية بعنوان «مستقبل الإسلام السياسي في المنطقة»، ليؤكد مضمونهما على صحة موقف دول الرباعي العربي، حيث حديثهما عن السياسات القطرية والإخوانية الخاطئة في المنطقة، والدعم التركي والإيراني في السياق ذاته.

اقرأ أيضًا: «الحرة» الأمريكية تفتح النار على قطر.. وسياسي سعودي: الدوحة ستقع بشر أعمالها (فيديو)

قاعدة العديد

هذا وأكدت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية على ضرورة أن تراجع واشنطن سياساتها تجاه قطر، مشددة على أن الدوة يجب أن تقطع علاقاتها مع جماعة «الإخوان»، وأن «ترامب» يجب أن لا يقف بجانب قطر حتى تنصاع لذلك، وقال مقال المجلة الأمريكية أن واشنطن على المدى القصير لديها أدوات من شأنها إعادة قطر عن الطريق الذي تسلكه وأدى إلى موقف دول الرباعي العربي منها، فيما أن لديها أدوت أكثر حدة لردّع النظام القطري، لافتة إلى تواجد قاعدة العديد الأمريكية العسكرية على أرض الدوحة، والتي تُعد الضامن الرئيسي لأمن قطر.

فرض عقوبات

ويتوقع عدد من الخبراء والمتابعين السياسيين أن الإدارة الأمريكية ربما تتجه إلى فرض عقوبات على قطر على غرار العقوبات الاقتصادية التي قرر الرئيس دونالد ترامب إعادتها على إيران، إضافة إلى العقوبات التي تم فرضها على 2 من المسؤولين الأتراك، والتلويح بتطبيق المزيد من العقبات على تركيا حال استمرار موقفها وتعنها في قضية القس الأمريكي.

اقرأ أيضًا: الرهان على حصان خاسر.. لهذا السبب اختارت قطر «أردوغان» على حساب واشنطن

غير معلنة

ويرى المحلل السياسي والكاتب السعودي، حسن مشهور أن ردة الفعل الأمريكية من خطوة قطر هذه تجاه تركيا ربما لن تكون معلنة لأسباب بعينها، لكنها ستشمل ضغوطات شديدة ستمارسها الخارجية الأمريكية إزاء هذا التصرف القطري الأرعن بما يضمن عدم تكراره مجددًا، على حد تعبيره.

حسن مشهور
 

وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «حقيقة عند تأمل آلية التعاطي السياسي الخارجي للنظام القطري؛ فإن المرء لابد أن يصاب بالدهشة المتولدة من حجم التخبط في القرار السياسي القطري، فخلال الأعوام السابقة وتحديدًا منذ حادثة إنقلاب أمير قطر السابق حمد على والده جاسم بن حمد آل ثاني في العام 1995، مرورًا بعصر ولده تميم فإننا نجد بأن قطر تبدو للمراقب وكأنها تخرج من مستنقع لتقع في آخر، فهي في الماضي قد تحالفت مع الإرهاب ودعمت جماعات الإسلام السياسي وعملت على الإضرار بجيرانها العرب وبمصالحهم، الأمر الذي أدى لاحقًا إلى شبه عزلتها السياسية جراء معاناة دول المقاطعة من تبعات مؤمراتها الدائمة تجاههم».

وأضاف «مشهور»: «هذا الأمر يبرز بجلاء محدودية أفق النظام القطري وافتقاره للفهم السياسي وتخبط الأسرة الحاكمة في قراراتها السياسية، ومؤخرًا شاهدنا بأنه في قمة الحرب الاقتصادية ذات البعد السياسي بين الحكومة الأمريكية والتركية؛ يسارع هذا النظام القطري العقيم في دعم الاقتصاد التركي في حركة مستفزة لحكومة ترامب التي ترتبط معه في الأساس بعلاقات صداقة وتعاون عسكري، ويقيني بأن النظام القطري في خطوته هذه قد أظهر غباءً سياسيًا في فهم أبعاد التعاطي مع اللعبة السياسية العالمية؛ فهو يرى بأن بخطوته هذه يوجه صفعة لدول المقاطعة، لكنه لم يحسب أنها خطوة خاطئة قد إتخذت بحق الدولة الأقوى في العالم، كما أن هذا التصرف القطري الأرعن قد أبان لنا كذلك جهل القائمين على هذا النظام سواء تميم أو وزير خارجيته بآلية إدارة العمل السياسي وبأهمية عدم إتخاذ المواقف الندية في أي صراع أممي قائم».

وتابع السياسي السعودي بأن «هذه الخطوة القطرية قد أبانت صدق تلك التقارير التي تحدثت عن ثالوث تآمري يضم نظام قطر ونظام أردوغان التركي ونظام طهران، ويسعى وفق أساليب ممنهجة لتنسيق ما يتخذه من خطوات وإجراءات مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الرهابية المحظورة في العديد من دول العالم في الأساس».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق