من حظيرة البعث إلى أحضان الإخوان.. هل يجرؤ حمدين على الحديث عن ملايين "صاعد"؟

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 09:00 م
من حظيرة البعث إلى أحضان الإخوان.. هل يجرؤ حمدين على الحديث عن ملايين "صاعد"؟
حمدين صباحى
أمل غريب

ارتدى الناشط السياسي حمدين صباحي عباءة المناضل والمعارض الثوري طوال ما يقرب من 40 عامًا، مني خلالها بكل أنواع الفشل، فالرجل الذي عاصر الأحلام الكبرى للمرحلة الناصرية، لم يستيقظ من حلمه، وقرر تحقيق الاستفادة القصوى منه، بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر عام 1970، فقام بتأسيس «نادي الفكر الناصري» في جامعة القاهرة فور التحاقه بكلية الإعلام، وانتشر بجامعات مصر، مما مكنه من تأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري المعارض للرئيس السادات وسياساته.

أعتقد حمدين صباحي خلال فترة شبابه بأنه خليفة الرئيس جمال عبد الناصر، وتقمص دور المناضل والزعيم المدافع عن حقوق الفلاحين والكادحين، فدخل في اشتباكات مصطنعة مع الرئيس أنور السادات، فكان يرى أن السادات بطل انتصار حرب أكتوبر 73 فاشلاً، ثم أصطنع نفس الخلافات مع نظام مبارك.

حمدين صباحى مع الرئيس السادات
حمدين صباحى مع الرئيس السادات

 

علاقة حمدين صباحي بمخابرات العراق

حمدين صباحي، لم تخلو شعاراته التي كان يتغنى بها، من اتهام الرؤساء المصريين أنوار السادات ومبارك بالدكتاتورية والفاشية، في نفس الوقت الذي كان يتلو فيه الأبيات الشعرية ويتغنى عشقا بالرئيس حافظ الأسد ومن بعده أبنه بشار، وصدام حسين وأبنه عدي، ويتفاخر بعلاقته الوثيقة بمعمر القذافي وأبنه سيف الإسلام.

العلاقة الوثيقة بين حمدين صباحي، وصدام حسين، اتضحت معالمها خلال فترة الحصار الاقتصادي الذي فُرض على العراق، واتفاقية النفط مقابل الغذاء، فكان هو من يقنع الفنانين والمخرجين ونجوم المجتمع بالسفر إلى بغداد للقاء الزعيم المفدى صدام، في طائرة خاصة، وخطب أمامه خطبة عصماء أقل ما توصف بأنها رياء ونفاق شديد للرئيس العراقي، لكن المقابل المادي الذي كان يتلقاه كان أكبر بكثير من أي نقد أو وصف يتعرض له الناشط اليساري المناهض للدكتاتورية داخل بلده والمؤيد لها في الدول العربية، وهو الأمر الذي كشفت عنه الوثيقة التي تم تسريبها، وهي عبارة عن مستند مالي موجه من الإدارة المالية بقسم المخابرات العراقية حمدين صباحي، وكانت تحمل طابع خاص بالعقيد «صبري ياسين» ئيس الإدارة، وجاء فيها: «سري وشخصي.. الجمهورية العراقية.. جهاز المخابرات.. العدد 7/ 9/ 71700، بتاريخ 7/9/2003، إلى المكتب المالي والإداري، المديرية السياسية الرابعة م/المعلومات، أمر السيد رئيس جهاز المخابرات المحترم بصرف مبلغ مالي قدره خمسة آلاف دولار أمريكي إلى الأمين/ حمدين عبد العاطي عبد المقصود، مقابل المكافأة على أداء المهام المكلف بها».

كما أهدى الرئيس الراحل صدام حسين، مسدس من «الذهب الخالص»، تجاوز ثمنه وقتها «2 مليون دولار»، إلى حمدين صباحي مكافئة له، وهو ما دعا الأجهزة السيادية لاستدعائه لسؤاله عن العلاقة التي تربطه بجهاز المخابرات العراقي وطبيعة الخدمات المكلف بها داخل مصر لصالحهم.

وثيقه 1
وثيقه 1

سر مركز الإعلام العربي (صاعد) وعلاقته بمخابرات ليبيا 

أنشأ حمدين صباحي عام 1991، مركز الإعلام العربي «صاعد»، بالأموال التي كان يحصل عليها من خلال دعمه لأنظمة صدام حسين ومعمر القذافي، ومدحه لهم ولأنظمتهم الديكتاتورية، فالرجل لديه أكثر من رداء سياسي يرتديه وفقاً للمناسبة التي سيظهر فيها، الأول المناضل الثوري ضد الديكتاتورية وكان يرتديها في مصر فقط، والثانية رداء الناصرية والنضال والثورية، ويرتديه في العراق وليبيا وسوريا، داعماً ديكتاتورية صدام والقذافي والأسد، وفتح لهم صفحات إصدارات مركزه جرائده، التي لم تكن توزع أكثر من 50 نسخة على أكثر تقدير، للدفاع عنهم وعن ديكتاتوريتهم، بالأموال والهبات التي كان يتلقاها منهم، وهو ما كشفت عنه الوثيقة المسربة التي تُبين حجم الهدايا والأموال التي يحصل عليها من نظام العقيد القذافي، والتي جاء فيها : « التاريخ 13/2/2007.. الرقم الإشاري 04/33.. إلى القلم.. بعد التحية.. تنفيذا لما جاء بخطاب الأخ الرئيس جهاز الأمن الخارجي.. أولا: يصرف على الفور مبلغ 500.000 د.ل للمتعاون الأخ/ حمدين عبد العاطي عبد المقصود صباحي.. المقيد بالسجل تحت رقم 2005/9/03314 ملف مصدر رقم 0511 م/ 2005 ف.. ثانيا: تلقين وتنفيذ لأمر التكليف الصادر برقم 9917/2007 م.. ثالثا: تخصيص سيارة توتا كامري من قبل قسم العلاقات العامة.. رابعا: صورة طبق الأصل للأخر رئيس جهاز الأمن الخارجي.. خامسا: صورة طبق الأصل للأخ مدير إدارة غرفة المعلومات والتنسيق.. سادسا: صورة طبق الأصل للأخ مدير إدارة المؤسسة العامة الثقافية» بتوقيع محمود أحمد الوسيفي، أمين لجنة إدارة الهيئة العامة للثقافة.

الوثيقة الليبية التي تم تسريبها ولم يخرج الناشط السياسي حمدين صباحي، لنفي ما جاء فيها، من معلومات تؤكد صحة تلقيه أموالاً من دولا أجنبية، يخصصها للإنفاق على مركز (صاعد) الذي قام بإنشائه للدفاع عن الأنظمة الديكتاتورية العربية وغسيل وجه الحكام أمام شعوبهم والعالم، والتسبيح بحمدهم لنيل المزيد من الهبات والأموال والعطايا.

وثيقة 2
وثيقة 2

سر زواج «المحلل» بين حمدين صباحي والإخوان

أعاد حمدين صباحي تدوير مخلفاته الفكرية والسياسية، بنفس المنهج والاستراتيجية التي اتبعها مع صدام حسين ومعمر القذافي، وهي الدفاع عن أي شئ ضد الدولة مقابل المال الوفير، ففي الوقت الذي خرج الشعب المصري عن بكرة أبيه، رافضا للفاشية الدينية التي تمارسها جماعة الإخوان الإرهابية، ارتمى صباحي في أحضان الجماعة، وأعلن عن تشكيل كيان جديد يضم عبد المنعم أبو الفتوح وممدوح حمزة وهشام جنينة، وعددا كبيرا من الإخوان، فى محاولة مقززة لسيناريو دعم الجماعة الإرهابية وإعادتها للمشهد من جديد، كما أعلن رسميًا في وقت سابق، أنه ضد إقصاء الإخوان من المشهد السياسى، فهو خلال هذه الفترة من عمر الوطن، يلعب بكل عُهر، دور «المحلل» بعد الطلاق الثالث، بين الإخوان واليساريين، تمهيدًا لإعادتهم لتمكينهم من السلطة، فالرجل على أتم استعداد أن يضحي بمصر من أجل المال.

مؤخراً، وبعد انكشاف الدور الغير شريف الذي يلعبه حمدين صباحي لصالح الجماعة الإرهابية، يدير اللعبة من خلف الستار، فهو مهندس صفقة اهتمام القنوات الفضائية التابعة للجماعة الإرهابية التي تديرها أجهزة الاستخبارات التركية والقطرية، بالمبادرة المزعومة للسفير السابق معصوم مرزوق، والتي أفردت ساعات طويلة من البث المباشر في برامجها للحديث عن أهمية مبادرة مرزوق، وتبنت قناة الشرق وموقعها الالكتروني، الترويج الإعلامي لها، كما أفردت قنوات الإخوان المشبوهة «الشرق، وطن، مكملين، الحوار» ساعات حوارية طويلة وبثت تقارير إعلامية مفبركة بعد خبر القبض على معصوم مرزوق، ومن معه من نشطاء سياسيين، فما أشبه اليوم بالبارحة، فحمدين صباحي تحول من جاسوس لأنظمة صدام حسين والقذافي الديكتاتورية، إلى داعم ومساند لجماعة الإخوان الإرهابية.   

حمدين ومحمد مرسى
حمدين ومحمد مرسى

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق