ميركل ترفض «العلاقات الدافئة» مع أردوغان.. وهذه لطمتها الجديدة على وجهه

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 06:00 م
ميركل ترفض «العلاقات الدافئة» مع أردوغان.. وهذه لطمتها الجديدة على وجهه
انجيلا ميركل و أردوغان
كتب مايكل فارس

تعددت الأسباب التى خلقت فجوة كبيرة بين ألمانيا وتركيا، تلك الأزمات التى تطورت لتراشقات لفظية بين أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، ورجب طيب أردغان الرئيس التركي، العام الماضى، لتزداد الفجوة اتساعا، منذ العام الماضى.

بدا جليا الرفض الميركلي للرئيس التركي، بعدما رفضت، حضور مأدبة احتفالية، سينظمها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بمناسبة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى برلين في 27 - 29 سبتمبر الجاري، حسبما نقلت مجلة "شبيجل" الألمانية نقلا عن مصادر حكومية، أن إدارة رئيس الدولة تدعو دائما المستشارة إلى أحداث كهذه، إلا أنها المرة الأخيرة التي حضرت فيها ميركل المأدبة في القصر الرئاسي، كانت خلال الزيارة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية في عام 2015.

أردوغان بدا يمهد للقاءه بميركل عبر التصريحات العاطفية، فقد أعلن مطلع سبتمبر، أنه مستعد لمناقشة العديد من المسائل مع ميركل حول العلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أنها قطعت الطريق عليها برفض حضور المأدبة الاحتفالية التى سينظمها الرئيس الألماني، ولا يعني ذلك أيضا أنه تأكيد قاطع على عدم لقائه، فبحسب مصادر، رأت أنه من المتوقع أن يحدث لقاء رسمي بين الاثنين، ولكن فى إطار البروتوكول فقط.

 

الأحزاب المعارضة تستقبل أردوغان بالمظاهرات

موقف ميركل الرافض لتوجهات ومواقف أردوغان، مشابه للأحزاب المعارضة الألمانية، التى أبدت رفضها حضور المأدبة الاحتفالية على شرف أردوغان، فقد أعلن حزبي اليسار والديمقراطي الحر وعدد من أعضاء حزبي الخضر والبديل لأجل ألمانيا مقاطعتهم للمأدبة، وقد أعلن رئيس حزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر أنه لن يشارك في المأدبة وأنه لا يرغب في أن يصبح جزءًا من دعاية أردوغان.

بيجان جير ساراي من حزب الديمقراطي الحر، أشار فى رفضه للقاء أردوغان إلى وجود مواطنين ألمان داخل السجون التركية، مفيدًا أنه بصفته برلمانيا ألمانيا لا يمكنه تناول الطعام مع أردوغان، في ظل أجواء تواصل فيها أنقرة الابتعاد عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بحسب صحيفة دي فيلت الألمانية، فيما أعلن سفيم داغدلان من الحزب اليساري، مشاركتها في التظاهرات الاحتجاجية ضد أردوغان عوضًا عن الذهاب لقصر بيلفو.

أزمات الماضى تلقى بظلالها

تعود الفجوة الكبرى للعلاقات الألمانية التركية، للعام الماضى بعد اعتقال تركيا لمواطنين ألمان وتهديد برلين بعقوبات ضد تركيا وتشبيه سياسيين أتراك ألمانيا حاليا بألمانيا النازية، وجاءت أزمة القبض على الصحفي الألماني التركي دينيز يوجيل في تركيا، ووصف الرئيس رجب طيب أردوغان علناً مراسل صحيفة  " دي فيلت" بالإرهابي والجاسوس، يأتى ذلك بعد عشرة أشهر من السجن، ولم تقدم ضده مذكرة اتهام، فيما نددت برلين باعتقال يوجيل ووصفت الاعتقال بأنه "احتجاز رهينة سياسي"، ويأتى ذلك على خلفية الانقلاب الفاشل فى تركيا عام 2016 فقرر أردوغان شن حملة اعتقالات موسعة فى البلاد تطال حتى الأجانب.

وازداد الأزمة بين ألمانيا وتركيا، بعد الاستفتاء الدستوري التركي في منتصف أبريل، العام الماضى، فقررت البلديات الألمانية منع ظهور سياسيين أتراك في الحملات الانتخابية التركية، فصرح أردوغان بتصريحات معادية ضد ألمانيا واصفا تصرفاتها بالحقبة النازية، الأمر الذى حدى بوزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، تغير لهجته المتوازنة مع تركيا إلى الغاضبة ليعلن عن توجه جديد  في سياسة ألمانيا تجاه تركيا،  ومن آليات ذلك التوجه الجديد، تشديد مستوى التحذيرات من السفر إلى تركيا بالنسبة للرعايا الألمان، وإعادة النظر في الضمانات المالية، التي تقدمها ألمانيا لتركيا وكذلك المساعدات التي تسبق دخول الاتحاد الأوروبي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق