بعد مطالبة وزير دفاع قطر لدول المقاطعة بالاعتذار.. سياسي سعودي: منفصل عن الواقع

الأحد، 28 أكتوبر 2018 05:00 م
بعد مطالبة وزير دفاع قطر لدول المقاطعة بالاعتذار.. سياسي سعودي: منفصل عن الواقع
وزير الدفاع القطرى خالد العطية
شيريهان المنيري

تعدت أزمتها مدة العام حتى الآن، دون إبداء أي بوادر للتراجع عن سياساتها التي طالما هدفت للإضرار بأمن المنطقة القومي، حيث تستمر قطر "الحمدين" في دعم وتمويل الإرهاب بدول المنطقة ولاسيما العالم؛ فهي تفتح أراضيها لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وغيرها من المنظمات الإرهابية، إلى جانب استمرار دعمها للنظام الإيراني الذي عبث كثيرًا في أمن دول المنطقة، وبالأخص أشقاءها من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك على الرغم من محاولات دول عربية في إعادتها عن هذا الطريق الأثّم من خلال مقاطعتها دبلوماسيًا وتجاريًا منذ 5 يونيو من العام الماضي (2017).

ويبدو أن قطر وجدت ضالتها في أزمة حادث مقتل الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، محاولة إعادة العلاقات مرة أخرى من الدول المقاطعة لها والرافضة لسياساتها، مستغلة في ذلك علاقاتها القوية مع النظام التركي حاليًا، اعتقادًا بأن ذلك الأمر ربما يُمثل ضغطًا على السعودية لقبول تلميحاتها بالمصالحة.

وفي تصريح أثار الجدل بالأوساط الخليجية، منذ أمس السبت، قال وزير الدفاع القطري، خالد العطية، خلال مؤتمر «أزمة الخليج وآثارها.. مقاربات علمية»، والذي عُقد بجامعة قطر: «أي مصالحة مع دول الحصار لابد أن يسبقها اعتذار علني للشعب القطري على ما لحقه من أذى، يعقبه رفع الحصار، ثم الحوار»، مضيفًا أن وقوف تركيا بجانب الدوحة كان أول العوامل الخارجية التي أفشلت المقاطعة، على حد مزاعمه.

اقرأ أيضًا: عام على تأديب قطر.. الجزيرة بين التآمر والتناقض

ويرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي، حسن مشهور أن تصريحات وزير الدفاع القطري يعطي تصور واضح بأن الرجل يعيش حالة انفصال عن واقع وتفاعلات أزمة بلاده مع جيرانها العرب، على حد تعبيره، قائلًا في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «دول المقاطعة في الأساس لم تعلن عن نيتها في المصالحة؛ بل عوضًا عن ذلك فقد ربطت المصالحة بجملة من الاشتراطات والتعهدات التي يجب على الجانب القطري الوفاء بها، وأن يسعى جادًا لتنفيذها جملة دون تفصيل وهذه الشروط كانت من القوة بمكان بحيث بدت لدول بعينها أنها مهينه بحق النظام القطري».

حسن مشهور
حسن مشهور

وأضاف أن «هذه الشروط كان ينبغي أن تكون بهذه الصورة، إذا لا مجال للتعامل مجددًا مع دولة كقطر تتسم بالتآمر على جاراتها الخليجيات والدول العربية، وتدعم كذلك التطرف والإرهاب، إلا بعد أن تتطهر من إرثها التآمري القذر».

اقرأ أيضًا: «كلاكيت 1000 مرة» أردوغان يتحدث عن مقتل «خاشقجي».. وخبراء سعوديون: «بيحب الأكشن»

وأشار «مشهور» إلى نشاط الأذرع الإعلامية القطرية عبر مواقع السوشيال ميديا الموالية لتنظيم الحمدين في ترويج أقوال هذا الوزير المُغيب عن حقيقة بلاده وواقع أزمتها السياسية، متابعًا أنه «أمر غير مستغرب خاصة إذا ما علمنا بأن هذا النظام وإعلامه قائم في الأساس على اختلاق الكذب وترويجه.. مثل هذه الأكاذيب التي توحي للأناس البسطاء بأن هناك نية وسعي من دول المقاطعة للمصالحة مع هذا النظام القطري المتآمر».

جدير بالذكر، أن مزاعم «العطية» لم تقف عند هذا الحدّ؛ بل حاول أيضًا إيهام الحضور من خلال كلمته بمركز «ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية» بأن إيران ليست حليفًا لقطر، قائلًا: «اختارت الدوحة ألا تنضم إلى كتلتين في المنطقة هم السعودية وإيران». كما اعترف بعلاقة تنظيم الحمدين - حكومة قطر - الجيدة بحركة طالبان الإرهابية، ما ساعدها في تسهيل الحوار بينها والولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) أعلنت في 5 يونيو من عام 2017 قطع علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع قطر، إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب في المنطقة، رافضة قبول قائمة المطالب العربية التي من شأنها احتواء تلك الورطة القطرية، والتي جاءت أبرزها في قطع العلاقات مع إيران، وطرد القاعدة العكسرية التركية من الدوحة، وإغلاق قناة الجزيرة، إلى جانب ضرورة توقفها عن دعم وتمويل الإرهاب وتسليم الهاربين من دولهم ممن يهددون الأمن القومي للمنطقة. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة