حمو بيكا ومجدي شطة آخرهم.. لماذا نمت كل هذه العشوائيات على «فيس بوك»؟

الإثنين، 19 نوفمبر 2018 07:00 م
حمو بيكا ومجدي شطة آخرهم.. لماذا نمت كل هذه العشوائيات على «فيس بوك»؟
حمو بيكا ومجدى شطة
عنتر عبداللطيف

كلما دلفت إلى عالم مواقع التواصل الإجتماعى، خاصة «فيس بوك»، طالعت أخبارا عن نجمى غناء «التوك توك»، حمو بيكا، ومجدى شطا، وهى الأخبار التى لن تنتهى قريبا، فكل يوم يلغى الفنان هانى شاكر نقيب الموسيقيين إحدى حفلات «بيكا» ولن الأخير يسانده الآلف على مواقع التواصل كما يساندون «شطا»، لذلك لن يتراجع أى منهما قريبا على فكرة الغناء، بل دخل على الخط منتج شهير يعمل فى تجارة اللحوم على الخط  لينتج لهما أفلاما يغازل بها المارهقين الذين يتفاعلون مع بيكا وشطا على فيس بوك، ذلك بعد توقيع «بيكا» لشركته، متعاقدا على تمثيل إحدى أفلام المقاولات الجديدة.
 
«رب الكون مزينا بميزة، الرجولة والنفس عزيزة»، كانت العبارة السابقة التى أداها «حمو بيكا» بداية لمعركة بينه وبين «مجدى شطا» ما كشف صراع ما يمكن أن نطلق عليهم بيزنس المطربين الشعبيين.
 

معركة «بيكا وشطا» تفتح ملف غريب على أذهان القارىء وهو «عشوائيات الانترنت»، التى نمت وترعرعت فى  الفضاء الإفتراضى، فاصبحنا نرى صفحات غريبة عجيبة، يتداول عبرها كل ما هو غير مألوف من غناء ورقص، وهواة «فرقعة» وشهرة، وربما استخدمت حتى فى تصفية خصوم وتشويههم.

عشوائيات الإنترنت، لا تستطيع أن تخرج إلى العلن، فهى تتستر تحت ما يعرف بإسم (Dark web) أو الإنترنت المظلم، وإن كان هذا المحتوى عبر الشبكة العنكبوتية يحتاج برمجيات وضبط وتفويض خاص للولوج إليه، إلا أن «عشوائيات» تظل تنتشر فى بطء، وتستقطب متابعين لها، حتى تداهمنا فجأة، لندها قد انتشرت فى الفضاء الإفتراضى، وأصبح لها مئات الآلاف من المعجبين والمتابعين وربما الضحايا.

منذ ظهور مواقع التواصل الإجتماعى، وانتشرت عبرها العديد من الصفحات التى يصح أن نطلق عليها «عشوائية، وفضائحية»، فهناك آلاف الصفحات الجنسية، وغيرها صفحات تخصصت فى نشر مقاطع الفيديو المسربة أو التى جرى التهكير عليها، أو حتى العثور عليها بسبب ضياع الهاتف المحمول، وكلها صفحات تهتك سر العائلات وتخرج ما كان يحدث خلف الجدران والأبواب المغلقة إلى العلن، بسبب انتشار هوس التصوير خاصة ما يطلق عليه «السلفي».

كما أن هناك مئات الصفحات التى تخصصت فى كيفية اعداد الوجبات، وكلها صفحات دون قواعد واضحة، فمن يقدم مثل هذه البرامج على وسائل التواصل الإجتماعى ليس بالضرورة أن يكون متخصص فيما يقدمه فهذا آخر شىء يفكر فيه هؤلاء.

فى العالم الافتراضى الفسيح تطالنا عشرات الصفحات التى تتحدث عن طرق اصلاح أجهزة الموبايل، وكذلك الأجهزة الكهربائية، بصورة عشوائية غير مدروسة، وهو ما يتضح من تعليقات العشرات من رواد هذه المواقع و الذين يؤكدون فى تعليقاتهم على هذه الفيديوهات فشل ما يقدمه هؤلاء «الخبراء» من طرق لاصلاح هذه الأجهزة، ليتضح أن معظم ما يتداول فى العالم الإفتراضى «فتى بدون علم».

تكشف احصائية غير رسمية أن بداية عام 2017  سجل وجود ما يقرب من 156 مليون مستخدم «فعال ومتفاعل»، بزيادة 41 مليون مستخدم مقارنة بعام 2016، الذي كان فيه إجمالي عدد المستخدمين في الدول العربية 115 مليونا أكثر من 33 مليون مستخدم منهم فى مصر ، وهو ما يشكل 37% من عددالسكان.

فيما تقول دراسة أخرى أن عدد مستخدمي الـ«فيس بوك»، في مصر العام الماضى وصل إلى 28 مليون مستخدم خلال عام 2015 بما يمثل 31% من عدد السكان وبزيادة عن العام الماضي بلغت17%.

وفق الدراسة فإن مصر تعد الدولة الأولى عربيا في استخدام الموقع، بنسبة 47ر29 % من عدد مستخدمي الموقع في الدول العربية، تلتها السعودية والجزائر والعراق بنحو 45ر10 %، ثم المغرب 03ر10% مشيرة إلى أن 52% من المستخدمين في مصر أقل من 25 سنة، بينما 30% بين 25 و34 سنة، و18% أكبر من 35 سنة، 65% منهم ذكور، و35% منهم إناث، و82% منهم يستخدم المحمول في الدخول إلى الإنترنت.

فيما تكشف دراسة طبية أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يزيد من فرصة الاصابة بالعديد من الأمراض النفسية من قبيل النرجسية والاكتئاب فضلا عن  حدوث خلل فى المخ  نتيجة عدم التوازن بين النظامين المعرفى والسلوكى فى المخ بسبب الإفراط فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى بصورة كبيرة لافتة إلى أن السلوكيات القهرية المتكررة لفحص حسابك على فيس بوك أثناء قيادتك سيارتك، أو أثناء اجتماع عمل يمكن أن يؤدى إلى عواقب سلبية على أنظمة المخ.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق