دبلوماسية العراق VS قطر.. سياسي سعودي: مقترح الدوحة بتحالف خماسي أضحوكة

الإثنين، 19 نوفمبر 2018 09:00 م
دبلوماسية العراق VS قطر.. سياسي سعودي: مقترح الدوحة بتحالف خماسي أضحوكة
الملك سلمان والرئيس العراقي
شيريهان المنيري

إهانات متتالية يتلقاها النظام القطري سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لعل الإهانة الأخيرة وجُهت إليه من قبل العراق ولكن ضمنيًا حيث تلعب العراق مؤخرًا بدبلوماسية موفقة إلى حد كبير محاولة إسترداد وضعها وعلاقاتها مع أشقاءها من الدول العربية.

وفي الوقت الذي التقى فيه الرئيس العراقي، برهم صالح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في إطار أولى جولاته الخارجية بعد توليه منصبه رئيسًا للعراق، والتي شملت الكويت والأردن وإيران، بحث من خلالها علاقات بلاده الثنائية بتلك الدول المجاورة لبغداد وسبل تعزيزها؛ التقى رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارته للدوحة، حيث ما يجمع البلدين من علاقات إقتصادية وخاصة إسهام قطر في مشاريع إعادة العراق، ذلك الأمر الذي وجه «الحلبوسي» الشكر للدوحة في إطاره.

الجدير بالذكر أن تلك التحركات العراقية تأتي تزامنًا مع مقترح قطري كشفت وسائل إعلامية عنه الأحد، يطالب بتشكيل حلف خماسي مكون من قطر وتركيا وإيران والعراق وسوريا، كان قد قدمه وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال زيارته للعراق منذ أسبوعين.

وأعربت قوى سياسية عراقية المقترح القطري السابق الذكر، بحسب «سكاي نيوز» عربية، وحذر التحالف المدعوم من مقتدى الصدر، «سائرون» من أن تدخل العراق في سياسة المحاور الدولية، إضافة إلى بعض من نواب عراقيون أعربوا عن الرأي ذاته، مع الإشارة إلى أن مثل هذا التحالف من شأنه إبعاد العراق عن قوى دولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ساهمت في تحريرها من التنظيم الإرهابي «داعش» من خلال قيادة التحالف الدولي.

ولعل زيارة الرئيس العراقي للسعودية وزيارة «الحلبوسي» لقطر تحمل دلالات لتوازن السياسات العراقية للحفاظ على استقرارها الداخلي حيث تنوع طبيعتها الديموغرافية التي تطلب مثل تلك التحركات. وعما تداولته بعض من الوسائل الإعلامية حول اقتراح الرئيس العراقي للتوسط بين السعودية وإيران؛ فقد نفت الرئاسة العراقية هذا الأمر، وقالت في بيان لها الأثنين: «إننا إذا نؤكد عدم صحة هذا الخبر بالمطلق، فإننا نشدد على ضرورة أخذ المعلومات الدقيقة من مصادرها الموثوقة وهو ما يتفق مع المواثيق المهنية الإعلامية».  

سامي بشير المرشد
سامي بشير المرشد

في هذا الخصوص قال المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «العراق تعلم أن عودتها للإستقرار والأمن ومكانها الطبيعي في المنطقة لابد أن يمر من خلال علاقات قوية مع الدول العربية ابتداء من السعودية نظرًا لأنها دولة مجاورة إلى جانب أهميتها وكذلك ما يجمع شعوب الدولتين الشقيقتين من علاقات إجتماعية، وأعتقد أن عد إدراج قطر ضمن جولة الرئيس العراقي لدول خليجية في حين قام بزيارتها في نفس التوقيت رئيس مجلس النواب تُعد رسالة قوية من العراق».

أما عما يدور حول المقترح  القطري بإنشاء حلف خماسي، فقال «المرشد»: «مجرد التفكير بهكذا مقترح يدعو للسخرية، عبث هذا النظام أصبح أضحوكة، والعالم لا ينظر له كنظام دولة، ومن يقتربون منه مثل تركيا وإيران وربما آخرون فهو بهدف الابتزاز والاستفادة المادية فقط، فهم يتعاملون مع النظام القطري وكأنه بنك يستفيدون منه كلما احتاجوا للأموال، وهو ما يؤلمنا حقيقة، حيث نرى شعب عربي تُبذر أمواله بهذا الشكل»، مضيفًا أن مقترح الحلف الخماسي لا يعتقد أن تركيا وإيران لم تأخذاه على محمل الجدّ، ولكن الأمر برمته في إطار المجاملة والحفاظ على الاستفادة المادية من قطر.

ويرى الكاتب السعودي، مشاري الذايدي من خلال مقاله له بعنوان «العراق والغواية القطرية» أن قطر تحاول الولوج للساحة العراقية من باب هذا التحالف، قائلًا: «الخبر وهو غير غريب على مسالك حكام قطر الحاليين يفتح على أهمية تعظيم القوى العراقية الوطنية التي تنادي بحفظ ثروات العراق وأمنه، وأهمية أن يتجه العراق للداخل مركزًا على التنمية وتجويد الخدمات العامة والبعد عن سياسات الضرار الإيرانية والمكائد القطرية الإخوانية».

وأضاف في مقالته المنشورة عبر «الشرق الأوسط» أن «زيارة الرئيس العراقي للسعودية ولقاءه بالملك سلمان تُعد إشارة جيدة لا نقول نحو تطابق السياسة العراقية مع السعودية، بل نحو تقديم مصلحة العراق والعراقيين على كل اعتبار». وتابع «الذايدي» بأن الرهان في مثل هذا الأمر على عقلاء العراق وشعبه، وكل من يريد مصلحة العراق في الأول والآخر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق