«نهير» تطلب الخلع: جوزى مفجوع.. ومش بيراعي إني حامل

الثلاثاء، 22 يناير 2019 04:00 ص
«نهير» تطلب الخلع: جوزى مفجوع.. ومش بيراعي إني حامل
تناول الطعام - أرشيفية
إسراء بدر

خرجت «نهير» متجهه إلى المائد لتناول وجبة الغداء مع زوجها بعد يوم شاق فى تنظيف المنزل وإعداد الطعام بأصناف متعددة وكميات كبيرة لتكفى رغبة زوجها الوحيدة وهى الأكل، وفور وصولها إليها وجدت زوجها جالسا وعظام الدواجن يحوم حول أطباقه يمينا ويسارا، في مشهد أشبه مايكون لفيلم سينمائي قديم يرصد فترة حياة «كفار الجاهلية».

ألقت الفتاة المندهشة نظرة على ماتبقى من وليمتها فلم تجد إلا «طبق السلطة»، الوحيد الناجي من بين فكي زوجها، الذي ابتلع المائدة بأكملها، فمدت يدها في محاولة يائسة لسد رمقها إلا أن الرياح أتت بما لاتشتهي السفن، حيث باغتها الزوج بحركة استباقية ممسكا بطبق السلطة ويديه تعبث بأركانه بدلا من المعلقة حتى بات مستقرا في معدته.

مشهد يبث الرعب في النفس البشرية، كيف لها أن تلومه فيكون مصيرها كالمائده، مضغة بين فكيه، فالتزمت الصمت أمام هذا الوحش الآدمي الذي صار أشبه بالدُب، فعادت إلى المطبخ باحثة عن أي لقمة تسد بها جوعها، ووجدت طبقا من الجبن الأبيض وقفت تأكل منه فى المطبخ قبل أن يراها زوجها ويلتهمه من بين أيديها، ورغم معاناتها مع زوجها فى الطعام إلا أنها لم تتحدث مع أحد عن ما تعانيه، ولكن هناك من كانوا يلاحظون الأمر دون حديث وهو ما يظهر فى التجمعات العائلية، حيث يعتلي الخجل وجهها، من تصرفاته وظلت ملتزمة الصمت تستمع لسخرية الجميع وتعليقاتهم السخيفة على طريقة تناوله للطعام دون رد.

مرت الشهور وعلمت الفتاة بحملها، غمرتها سعادة بالغة حتى تسلل إلى أذنيها كلمات من الطبيب كان لها وقع الكارثة عليها، حينما شدد على ضرورة تغذيتها بشكل سليم للحفاظ على التكوين الصحيح للجنين، إلا أنها تمسكت ببارقة أمل قد تنقذها من بين براثن ذلك الدُب البشري، ظنا منها أنه سيهتم بتغذيتها ويترك لها فتات الطعام لتقتاته.

ومع مرور الوقت لم يتغير شئ سوى أن بدأ يتناول الطعام بكميات أكبر وكأنه هو من يحمل الجنين في أحشائه، وتوصيات الطبيب كانت من نصيبه، وظل الحال هكذا إلى أن شعرت «نهير» ذات يوم بإرهاق شديد فهاتفت والدتها وتوجهت معها إلى الطبيب والذي أكد أنها أعراض قلة تناول الطعام، وأنها تحتاج إلى تغذية جيدة، حتى لاتتضرر صحتها والجنين معا.

ولعلم الأهل حال زوج ابنتهما من خلال ماشاهدوه بأعينهم، طلب أمها انتقالها معها إلى منزل والدها لترعاها خلال فترة حملها، فوافقت على الفور ولكن زوجها ظل يتردد عليهم فى موعد الغداء ويجلس طوال الليل ليقضى كل هذه الساعات يتناول كل ما يمكن أكله أمامه ولم يراع وجود أفراد فى المنزل رغم الكميات الكبيرة التى كانت تعد يوميا ولكنها لم تكف وجبة هذا الرجل.

حاولت الأم التحايل على ذلك الوحش القابع على المائدة طول يومه، فأعدت له وجبة خاصة بعيدا عن فتاتها، وتجعلها هي تجلس بمفردها لتناول الطعام بعيدا عن المائدة لتضمن لـ«نهير» وجبتها، ولكن ما جعل الأم تثور غضبا هو أنها وجدت زوج ابنتها ينتهى من الطعام على المائدة ليتوجه إلى زوجته وبضحكات سخيفة يلتهم ماخُصص لها، وهنا صرخت الأم فى وجهه وأخبرته بأن هذا الأسلوب لا يصلح للمزح فالحامل تحتاج لنظام غذائى وأنه يؤذيها بتصرفاته ويؤذى الطفل أيضا.

استقبل الزوج حديث حماته بالغضب وترك المنزل وأخبرهم بأنه لم يقبل هذا النوع من الإهانة يوما، واتهمهم بالبخل والفقر وغيرها من الكلمات المثيرة للغضب، فلم يهتم أحد بغضبه بل قالت الأم: «مع 1000 سلامة» فى لحظة غلقه الباب بعد خروجه وهى الكلمة التى استمع إليها الزوج وصنع منها خلافات متتالية وتزايدت الإهانات وتدخلت أسرته فى الأمر لتنشب معركة بين العائلتين وصلت فى النهاية إلى عدم الرغبة فى استمرار هذه العلاقة الزوجية خوفا على صحة «نهير» وجنينها من هذا الرجل «المفجوع» والذى لم يراع متطلبات أحد من حوله فى تناول الطعام، حيث وصلت أنانيته لأقصى حدودها إلى أن قررت الفتاة التطليق منه بالخلع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق