الطيران الإسرائيلي يقترب من العراق.. أهداف إيرانية مهددة

الجمعة، 25 يناير 2019 02:00 ص
الطيران الإسرائيلي يقترب من العراق.. أهداف إيرانية مهددة
الدفاعات السورية في مواجهة الصواريخ الإسرائيلية

في خطوة جديدة من التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران في المنطقة، تسعى تل أبيب لاستهداف أذرع طهران في العراق، كأرض جديدة للمواجهة.

 

التصعيد كشفت عنه صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، الخميس، في تقرير بعنوان "المجال الجوي العراقي بات مفتوحًا أمام إسرائيل لضرب إيران"، تناولت فيه توجيه ضربات إسرائيلية للميليشيات العراقية الموالية لطهران، داخل العراق.

 

وقالت الصحيفة إن إسرائيل في طريقها إلى توسيع نطاق عملياتها شرقا، وتحديدا إلى العراق، بعد أن أصبحت التجمعات والمواقع الإيرانية في سوريا أهدافا للضربات الإسرائيلية. تضيف أن إسرائيل قد تغير قريبا من مسار عملياتها ليطال أهداف إيرانية تتجاوز الحدود السورية إلى الداخل العراقي.

 

وتكشف الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا أن أنظمة الدفاع الجوي التي وفرتها روسيا لدمشق غير كافية لوقف الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في البلد الذي مزقته الحرب لسنوات.

 

وأوضح التقرير، الذي نقله موقع سكاي نيوز عربية، أن المجال الجوي العراقي لا يتمتع بحماية الدفاعات الجوية، وأن الفراغ السياسي في تلك الدولة عميق جدا بحيث لا تستطيع الحكومة فرض سيادتها على كامل التراب العراقي، مشيرًا إلى أنه لم يتم حتى الآن اختبار منظومات أس 300 الدفاعية الروسية، فيما يخص الضربات الجوية الإسرائيلية، وأن الجيش السوري لم يستخدم هذه المنظومات لردع الغارات الإسرائيلية على أهداف إيرانية وسورية مختلفة في جنوب سوريا.

 

وأوضحت تقارير إعلامية أن سوريا لم تستخدم سوى منظومات "اس 200" التي أسقطت عن طريق الخطأ طائرة روسية في سبتمبر 2018، الأمر الذي دفع موسكو إلى تزويد دمشق بصواريخ "اس 300" وأنظمة رادار أكثر تطورا من سابقاتها.

 

وعلى الرغم من إعلان دمشق وموسكو أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من إسقاط واعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ الإسرائيلية، التي يقال إنها أطلقت من الأجواء اللبنانية، فإنه لا يعرف بعد ما إذا كانت منظومات أس 300 قادرة على الدفاع عن سوريا في وجه "إسرائيل الأكثر تقدما وتطورا".

 

وبينما تتوالى الأخبار عن غارات جوية إسرائيلية على أهداف تابعة لإيران في جميع أنحاء سوريا، ظهر ادعاء آخر مثير للاهتمام في الإعلام العراقي الأسبوع الماضي مفاده أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حذر الحكومة العراقية المركزية من ضربات جوية إسرائيلية محتملة ضد الميليشيات الشيعية في ذلك البلد، وزعمت أن بومبيو أوضح لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن الحكومة الأميركية ستحجم عن اتخاذ إجراء إذا بدأت الصواريخ الإسرائيلية تمطر على أهداف إيرانية داخل العراق.

 

ويعتبر خبراء أن الفصائل الشيعية، الموالية لإيران التي نجحت في الوصول إلى البرلمان العراقي كثاني أكبر كتلة في الانتخابات الأخيرة في مايو 2018،  تشكل تحديا للعالم وللحكومة العراقية المركزية على حد سواء.

 

وكانت المحاولة السياسة الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي تهدف إلى وضع الفصائل الشيعية (الحشد الشعبي) تحت مظلة الحكومة بينما كان يسعى إلى إقالة مستشار الأمن القومي المسؤول عن الحشد، فالح الفياض، وتولي المنصب بنفسه.

 

ومؤخرا ظهرت تقارير تشير إلى الولايات المتحدة مهتمة بشأن حملة جوية إسرائيلية محتملة تستهدف الفصائل الشيعية العراقية الموالية لإيران، مع استمرار الجدل حول سيطرة الحكومة على المليشيات. بحسب مراقبون، فإن الحقيقة الوحيدة المعروفة في إطار الجمود السياسي المعقد للغاية في العراق هي أن الحكومة العراقية قد تخلت عن سباق السيطرة على فصائل الحشد الشعبي، بينما تتبلور صورة جديدة مفادها أن عدم فقدان الحكومة لصالح المليشيات الإيرانية بالكامل.

 

ووفقا للجيروزليم بوست، فإن إسرائيل هي القوة الوحيدة حتى الآن التي وقفت في وجه الهدف الاستراتيجي الكبير لنظام الملالي بربط بيروت مع طهران عبر طريق بري آمن.

 

وتبدي إدارة ترامب ثقة زائدة في أن تحد العقوبات المتجددة على طهران من قدرات إيران الإقليمية بما يبقي إسرائيل وحدها منفردة لفترة أطول في كونها القوة العسكرية الوقائية الوحيدة ضد إيران.

 

وإذا قررت إسرائيل ضرب وكلاء إيران في العراق، فلن تواجه مقاتلاتها أي مقاومة فحسب، بل سيكون هناك العديد من الفصائل المحلية الراغبة في تبادل المعلومات الاستخباراتية حول مكان وجود الوكلاء الإيرانيين في البلاد أيضا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق