علوم مسرح الجريمة (2): الحرائق من النوع الأول للرابع.. وأسبابها المدمرة

الجمعة، 01 مارس 2019 02:00 م
علوم مسرح الجريمة (2): الحرائق من النوع الأول للرابع.. وأسبابها المدمرة
حرائق - أرشيفية
علاء رضوان

 

تشتعل الحرائق وغالباً ما تخلف آثار مدمرة على الأرواح والممتلكات وفي الوقت الذي تشتعل فيه هذه الحرائق، لأسباب عمدية، فإنها تشكل أخطر أنواع الجرائم التي لا يمكن السيطرة عليها أو التحكم في نتائجها وهي غالباً ما تمتاز بسهولة ارتكابها.

والأكثر صعوبة فى جرائم الحرائق أنها تدمر معظم الآثار والأدلة المادية التي يخلفها الجاني وعمليات الإطفاء والإسعاف والإخلاء، غالباً ما تدمر ما تبقى منها إذا كان قد تبقى منها شيء علاوة على ذلك، فإن تحديد ما إذا كان الحريق متعمداً أم لا مسألة معقدة، حتى وإن أمكن التعرف على آثارها لآن ذلك لما يدخل في خفايا الناس.  

5-خطوات-لتقييم-أداء-مواقع-التواصل-الاجتماعي

دوافع الحريق العمد

والحريق العمد غالباً ما تكون دوافعه إما الرغبة في تحقيق منافع غير مشروعة، كما في السعى للحصول على التأمين أو أن يكون مضرم النار مديوناً ولحقد وكراهية أو دوافع إنتقامية وأحياناً تكون الإصابة بالأمراض النفسية أو العقلية سبباً في تعمد اشعال الحرائق.

وفى التقرير التالى «صوت الأمة» ترصد آثار الحريق فى مسرح الجريمة التى تبدأ عادة على نطاق ضيق، لأن معظمها ينشأ من مستصغر الشرر بسبب إهمال في إتباع طرق الوقاية من الحرائق، ولكنها سرعان ما تنتشر إذا لم يبادر بإطفائها مخلفة خسائر ومخاطر فادحة في الأرواح والمتاع والأموال والمنشآت – بحسب الخبير القانونى والمحامى كامل صالح.

5201

 

أخطار نشوب الحرائق

نظراً لتواجد كميات كبيرة من المواد القابلة للاشتعال في كل ما يحيط بنا من أشياء وفي مختلف مواقع تواجدنا والبيئة المحيطة بنا في البيت والشارع والمدرسة ومكان العمل وفي أماكن النزهة والاستجمام وغيرها من المواقع، والتي لو توفرت لها بقية عناصر الحريق لألحقت بنا وبممتلكاتنا الخسائر الباهظة التكاليف، لذلك يجب علينا اتخاذ التدابير الوقائية من أخطار نشوب الحرائق لمنع حدوثها والقضاء على مسبباتها، وتحقيق إمكانية السيطرة عليها في حالة نشوبها وإخمادها في أسرع وقت ممكن بأقل الخسائر – وفقا لـ«كامل».

ويمكن تلخيص المخاطر التي قد تنتج عن الحريق في الثلاث أنواع التالية:

1- الخطر الشخصي: «الخطر على الأفراد» وهي المخاطر التي تعرض حياة الأفراد للإصابات، مما يستوجب توفير تدابير للنجاة من الأخطار عند حدوث الحريق.

2- الخطر التدميري: المقصود بالخطر التدميري هو ما يحدث من دمار في المباني والمنشآت نتيجة للحريق، وتختلف شدة هذا التدمير باختلاف ما يحويه المبنى نفسه من مواد قابلة للانتشار، فالخطر الناتج في المبنى المخصص للتخزين يكون غير المنتظر في حالة المباني المستخدمة كمكاتب أو للسكن.

هذا بالإضافة إلى أن المباني المخصصة لغرض معين يختلف درجة تأثير الحريق فيها نتيجة عوامل كثيرة منها نوع المواد الموجودة بها ومدى قابليتها للاحتراق وطريقة توزيعها في داخل المبنى إلى جانب قيمتها الاقتصادية، هذا كله يعني أن كمية وطبيعة مكونات المبنى، هي التي تتحكم في مدى خطورة الحريق واستمراره والأثر التدميري الذي ينتج عنه. 

D0Zx2MIWoAA957K

3- الخطر التعرضي: «الخطر على المجاورات» وهي المخاطر التي تهدد المواقع القريبة لمكان الحريق ولذلك يطلق عليه الخطر الخارجي، ولا يشترط أن يكون هناك اتصال مباشر بين الحريق والمبنى المعرض للخطر.

هذا وتنشأ هذه الخطورة عادة نتيجة لتعرض المواد القابلة للاحتراق التي يتكون منها أو التي يحويها المبنى لحرارة ولهب الحريق الخارجي، لذلك فعند التخطيط لإنشاء محطة للتزود بالوقود فمن المراعي عند إنشائها أن تكون في منطقة غير سكنية أو يراعى أن تكون المباني السكنية على بعد مسافة معينة حيث يفترض تعرض هذه المباني لخطر كبير في حالة ما إذا ما وقع حريق ما بهذه المحطة وهذا هو ما يطلق عليه الخطر التعرضي.

أسباب الحرائق

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الحرائق وخاصة في المواقع الصناعية ما يلي:

1- الجهل والإهمال واللامبالاة والتخريب.

2- التخزين السيئ والخطر للمواد القابلة للاشتعال أو الانفجار.

3- تشبع مكان العمل بالأبخرة والغازات والأتربة القابلة للاشتعال في وجود سوء التهوية.

4- حدوث شرر أو ارتفاع غير عادي في درجة الحرارة نتيجة الاحتكاك في الأجزاء الميكانيكية.

5- الاعطال الكهربائية أو وجود مواد سهلة الاشتعال بالقرب من أجهزة كهربائية تستخدم لأغراض التسخين.

6- العبث وإشعال النار بالقرب من الأماكن الخطرة أو بحسن النية أو رمي بقايا السجائر.

7- ترك المهملات والفضلات القابلة للاشتعال بمنطقة التصنيع والتي تشتعل ذاتياً بوجود الحرارة.

8- وجود النفايات السائلة والزيوت القابلة للاشتعال على أرضيات منطقة التصنيع. 

 

maxresdefault

عملية الاحتراق «نظرية الاشتعال»

هي تلك الظاهرة الكيميائية التي تحدث نتيجة اتحاد المادة المشتعلة بأكسجين الهواء بعامل تأثير درجة حرارة معينة لكل مادة من المواد وتختلف درجـة هذه الحرارة بالنسبة لكل مادة وتسمى «نقطة الاشتعال»، ويتضح من ذلك أنه لكي يحدث حريق يجب أن تتوافر ثلاثة عناصر: هي الوقود والحرارة والأكسجين وهو ما يطلق عليه مثلث الاشتعال:    

التصنيف الحديث الذي اتفقت عليه الدول الأوربية هو تقسيم الحرائق إلى أربع أنواع هي:

1- حرائق النوع الأول Class (a) Fires

وهى التي تنشأ في المواد الصلبة التي تكون غالباً ذات طبيعة عضوية «مركبات الكربون» كالورق والخشب والأقمشة وغيرها من الألياف النباتية وهى عادة تحترق على هيئة جمرات متوهجة، وتتميز بأن هذه غالبية هذه المواد مسامية ويسهل عليها أن تتشرب الماء بما يؤثر على تبريدها من الداخل لذلك يعتبر الماء أكثر الوسائل ملائمة لإطفاء هذا النوع من الحرائق.

1241
 

2- حرائق النوع الثاني Class (b) Fires 

وهى الحرائق التي تحدث بالسوائل أو المواد المنصهرة القابلة للاشتعال ولأجل تحديد أنسب مواد لإطفاء هذه الحرائق يمكن تقسيم السوائل القابلة للالتهاب أي نوعين:

- سوائل قابلة للذوبان أو الامتزاج في الماء.

- سوائل غير قابلة للذوبان مع الماء.

وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد نوعية الوسيط الإطفائي المناسب ويتضمن ذلك رشاشات المياه أو الرغاوى أو أبخرة الهالوجينات أو ثاني أكسيد الكربون أو المساحيق الكيماوية الجافة.

3- حرائق النوع الثالث Class (c) fires

وهى حرائق الغازات القابلة للاشتعال وتشمل الغازات البترولية المسالة كالبر وبان والبيوتات وتستخدم الرغاوى والمساحيق الكيماوية الجافة، لمواجهة حرائق الغازات في حالة السيولة عند تسربها على الأرض، وتستخدم أيضًا رشاشات المياه لأغراض تبريد عبوات الغاز.

4- حرائق النوع الرابع Class (d) Fires

وهى الحرائق التي تحدث بالمعادن، ولا تستخـدم المياه لعدم فاعليتها كما وأن استخدامها له مخاطرة، كذلك الحال عند استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون أو المساحيق الكيماوية الجافة على البيكربونات ويستخدم عادة مسحوق الجرافيت أو بودرة التلك أو الرمل الجاف أو أنواع أخرى من المساحيق الكيماوية الجافة لإطفاء هذا النوع من الحرائق. 

حريق-منزل-في-منطقة-بني-ياس-في-أبوظبي-يودي-بحياة-8-افراد-من-اسرة-واحدة

حرائق التجهيزات الكهربائية

طبقاً للتصنيف الحديث لأنواع الحرائق لم يخصص نوع مستقل لحرائق الكهرباء ويعزى ذلك إلى أن الحرائق التي تبدأ بسبب التجهيزات الكهربائية فأنها في الواقع تنشأ بمواد تعتبر حرائقها من النوع الأول أو الثاني، ويجب لمواجهة حرائق التجهيزات الكهربائية أتباع ما يلي: فصل التيار الكهربائي قبل إجراء عملية الإطفاء.

- استخدام وسائل الإطفاء التي تتناسب مع نوعية المواد المشتعلة فيها النار.

- في حالة تعذر فصل التيار الكهربائي أو عدم التيقن من ذلك فتستخدم مواد الإطفـاء التي ليست لها خاصية التوصيل الكهربائي، وأيضاً عـدم التأثير الضـار على التجهيزات وهذه لمواد تتضمن أبخرة الهالوجينات والمساحيق الكيماوية الجافة وثاني أكسيد الكربون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة