«الهم المم» في خطر.. أمراض النباتات والحشائش الضارّة تلتهم أكثر من 25% من المحاصيل سنوياً

الثلاثاء، 19 مارس 2019 11:00 ص
«الهم المم» في خطر.. أمراض النباتات والحشائش الضارّة تلتهم أكثر من 25% من المحاصيل سنوياً
الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي
كتب ــ محمد أبو النور

تعاني الزراعات والمحاصيل في العالم، من ويلات الإصابة بالأمراض النباتية، سواء كانت هذه الإصابة ناجمة عن فِطر أم فيروس أو بكتريا أو حشائش تنمو مع النبات الأصلي المنزرع، وبصرف النظر عن نوعية الإصابة أو النبات، فإن هذه الأمراض تتسبب في إتلاف ودمار المحاصيل، وبالتالي ضياع الملايين من فرص التغذية على البشرية بوجه عام، نتيجة ماتتناوله هذه الآفات أو ما تفسده الفطريات والفيروسات  والبكتريا، وتتضاعف المعاناة في دول العالم الثالث أو الدول النامية، التي هي في أمس الحاجة لكل حبة قمح وفول وأرز أو ثمرة بطاطس أولوزة قطن.

 

دودة القطن
دودة القطن


نقص حاد فى معدلات الإنتاجية
 

ولخّص الدكتور ممدوح محمد عبد الفتاح، أستاذ مساعد بمعهد بحوث أمراض النباتات، مركز البحوث الزراعية، هذه الأزمة في إحدى دراساته لعلاج المشكلة، وقال إن معظم المحاصيل الحقلية المنزرعة في مصر، تعاني من نقص حادٍ في معدلات إنتاجيتها مقارنة بالاستهلاك، حيث يؤدي ذلك إلى اتساع كبير في الفجوة الغذائية، والتي تُعد من أهم التحديات، التي تفرض نفسها على جميع باحثي ومنتجي المحاصيل الحقلية، فنحن بالكاد ننتج 50% من القمح، وكذلك الأمر بالنسبة للذرة التي ننتج منها 5.5 مليون طن ونستورد مثلها، ونستورد حوالي 99 % من احتياجاتنا من العدس و70% من الفول و95% من الزيوت، وننتج فقط حوالي 5% من جملة الاستهلاك، و نستورد 32% من احتياجاتنا من السكر.

 مصر بصفة عامة لا تنتج نصف غذائها، وهو ما يحتّم العمل على استنباط أصناف وهجن عالية الإنتاجية، مقاومة للأمراض والآفات وتتحمل الإجهادات الحيوية والبيئية، وتحديد أفضل المعاملات الزراعية للأصناف والهجن المختلفة، لتعظيم إنتاجها تحت الظروف البيئية المختلفة، فضلاً عن استخدام دورات وتراكيب محصولية جديدة، بهدف تعظيم العائد من وحدتي الأرض والمياه.

 

دودة لوز القطن
دودة لوز القطن


خسائر كبيرة فى الإنتاج الزراعي

 يتابع الدكتور ممدوح محمد، شارحاً وجهة نظره المُدعمة بالأرقام والإحصائيات، فيقول: «تمثل الأمراض النباتية بصفة عامة، أحد أهم المشاكل التي تهدد الثروة الزراعية في العالم، حيث تسبب خسائر كبيرة في الإنتاج الزراعي، بلغت حوالي 25% سنوياً أي ما يعادل استهلاك حوالي 600 مليون شخص، بالإضافة إلى خفض جودة المنتج الغذائي، وإفراز السموم الفطرية، التي تسبب أمراض متعددة وخطيرة، تصيب الإنسان والحيوان، الذي يتغذى على المنتج الغذائي الملوث.

ويُعرّف الدكتور ممدوح المرض النباتي، بأنه أي خلل أو اضطراب في سير العمليات الحيوية، في النبات نتيجة دخول كائن غريب «فطر – بكتريا – فيروس»، في نسيج النبات أو نتيجة حدوث تغير في الظروف البيئية المحيطة، والتي لها تأثير على النمو الطبيعي للنبات، وينعكس ذلك كله على المنتج الاقتصادي سواء من ناحية الكمية أو الجودة.

العفن البُنّى فى البطاطس
العفن البُنّى فى البطاطس

 


نقص المساحة المنزرعة

 ويضيف الدكتور ممدوح محمد: «تصاب معظم المحاصيل الحقلية مثل القمح و الشعير والبصل والثوم والفول السوداني والسمسم وعباد (دوّار) الشمس، بالعديد من الأمراض الاقتصادية المهمة، التي تسبب خسائر كبيرة في إنتاجية هذه المحاصيل، كمّاً ونوعاً وتختلف حسب طبيعة المُسبِب المرض والعائل النباتي والظروف البيئية المحيطة بكل منهما، كذلك قد تؤدي إلى نقص المساحة المنزرعة من هذه المحاصيل، نتيجة إصابتها ببعض الأمراض الخطيرة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى امتناع المزارعين عن زراعة تلك المحاصيل المهمة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى نقص كبير في الإنتاج الزراعي بطريقة غير مباشرة، كما تؤدي إصابة المحاصيل الحقلية بالعديد من الأمراض الخطيرة، إلى نقص كبير في إنتاجية هذه المحاصيل كمّاً ونوعاً، وهو ما يؤدي إلى اتساع كبير في الفجوة الغذائية، في المحاصيل الزراعية الاستهلاكية، مثل المحاصيل الزيتية ومحاصيل الحبوب، وكذلك نقص كبير في صادرات المحاصيل الزراعية التصديرية، مثل البصل والثوم والفول السوداني».

العفن البنى
العفن البنى


الثوم والبصل
 

كما تناول الدكتور عماد الدين يوسف، الأستاذ بمعهد بحوث أمراض النباتات، مركز البحوث الزراعية،  الأمراض التى تصيب محصولي البصل والثوم، وهما من المحاصيل الاقتصادية والتصديرية الهامة فى مصر، والمرغوبة فى الأسواق الأوربية والعربية،  ويمتاز البصل بمكوناته الغنية بالعديد من العناصر الهامة للجسم، مثل الحديد والفوسفور والكالسيوم والبروتينات والكربوهيدرات، وكذلك فيتامينات أ و ب و ج ، ويساعد تناول البصل علي تخفيض الكوليسترول والسكر في الدم، كما إنه مدر للبول ويساعد في تفتيت الحصوات، ويساعد علي شفاء الجروح واستخراج الصديد من القروح، ويعتبر الثوم مطهر عام ومضاد حيوي طبيعي للعديد من أنواع البكتريا المرضية، كما يفيد في علاج تصلب الشرايين وخفض ضغط الدم، وتنظيم ضربات القلب، وتعتبر الامراض التى تصيب البصل والثوم، من العوامل الهامة المحددة لإنتاجه وتخزينه وتصديره للأسواق الخارجية واستخدامه فى السوق المحلى، وتصيبه أمراض التفحم والعفن الأبيض وعفن الجذر القرنفلي وعفن القاعدة البياض الزغبي و اللطعة الأرجوانية و صدأ الثوم.

الهالوك

الهالوك


حشيشة الهالوك
 

تعتبر حشيشة الهالوك، العدو الأول للفول البلدى، وهى نبات زهرى متطفل تطفلاً كاملاً، على جذور الفول البلدى، وينتج النبات الواحد عدة آلاف من البذور، ولا تنبت بذور الهالوك إلا فى وجود العائل، وهو نبات الفول البلدى، حيث تلتحم الممصات الجذرية للهالوك مع جذور الفول البلدى، وعند تقدم الإصابة، تبدو على نباتات الفول البلدى أعراض العطش، على الرغم من توافر نسبة كافية من الرطوبة بالتربة، حيث يمتص الهالوك الماء والغذاء من نباتات الفول البلدى، وسرعان ما تظهر شماريخ الهالوك فوق سطح التربة، وتبدأ نباتات الفول البلدى فى الإصفرار وتساقط الأزهار وموت العقد الصغيرة ، وينتهى الأمر بموت نبات الفول البلدى، وفى حالة الإصابة الشديدة فى الأراضى الموبوءة يصل الفقد فى المحصول من 90 إلى 100%.

 

حشيشة الهالوك

حشيشة الهالوك


العفن البُنّى فى البطاطس
أمّا مرض العفن البنى فى البطاطس، فهو مرض خطير جداً و له آثار تدميرية على محصول البطاطس ، في المناطق الدافئة والمدارية ونصف المدارية و بعض المناطق المعتدلة، لكن يقل خطره في المناطق الباردة إلاّ أنه تم اكتشافه حديثاً مع وجود بعض سلالات تنتشر في المناطق الباردة، ومرض العفن البنى أو مرض الذبول البكتيرى فى البطاطس، هو مرض له آثاره الاقتصادية على مستوى العالم. 

في مصر يعتبر محصول البطاطس، ثانى أكبر محصول خضر بعد الطماطم، ومن أهم المحاصيل التصديرية ، والبطاطس المصرية تصدر إلى الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، ومصر من أكبر الدول المنتجة للبطاطس فى قارة أفريقيا بحوالى من  1.5 - 2 مليون طن من زراعة حوالى 200 ألف فدان، والعفن البنى فى البطاطس مدرج فى الأمراض الحجرية (أى أنه يخضع للفحص الحجرى، للموافقة على الخروج لأى دولة مستوردة أو الدخول لمصر من أى دولة أخرى فى صورة تقاوى، وهذا المرض غير مسموح بأى نسبة لتواجده فى درنات البطاطس عند التصدير، والشىء المؤسف، أنه دخل إلى مصر، نتيجة استيراد شحنة تقاوى بطاطس من أوربا عام 1970. 

 

الصدأ الأصفر فى القمح

الصدأ الأصفر فى القمح

الصدأ الأصفر فى القمح

الصدأ الأصفر مرض فطري،وتظهر أعراضه ويمكن ملاحظتها على الأوراق والأغماد والسنابل،وتتميز بتواجد بثرات ممدودة،ذات لون أصفر يميل إلى البرتقالي،والبثرات منظمة على شكل خطوط بين عروق الجهة العلوية للأوراق،والظروف الملائمة له،هى درجة حرارة معتدلة،تتراوح ما بين 20 إلى 25°م،وفترة ظهور المرض نهاية الإستطالة وتكوين السنابل،والأضرار الخاصة به تتمثل فى انخفاض التركيب الضوئي،وهو ما يؤثر على المردود،وتكون فترة المكافحة عند ظهور البثور الأولى.

ظهور الصدأ الأصفر
ظهور الصدأ الأصفر

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق