منتدى دبى ومستقبل صناعة الاعلام العربى

الأربعاء، 27 مارس 2019 11:27 ص
منتدى دبى ومستقبل صناعة الاعلام العربى
عادل السنهورى يكتب:

صباح اليوم الأربعاء- تنطلق فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمنتدى الاعلام العربى فى دبى بمشاركة نخبة من قيادات المؤسسات الاعلامية العربية والعالمية وكبار الكتاب والمثقفين والأكاديميين والمهتمين بصناعة الاعلام.
 
منتدى دبي ومنذ انطلاقه عام 2001 أصبح منصة حوار مهمة وأكبر تجمع اعلامى سنوى فى المنطقة العربية لمناقشة هموم وقضايا و مستقبل المهنة و صناعة الاعلام عموما.
 
وهذا العام ينعقد المنتدى وسط واقع اعلامى صعب للغاية وتحديات تواجه صناعة الاعلام وبشكل خاص صناعة الصحافة الورقية التى تكاد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة فى عدد كبير من الدول العربية فى ظل تراجع نسب التوزيع ومعدلات القراءة وارتفاع اسعار ورق الطباعة والتحول الى الصحافة الالكترونية ونشوء جيل جديد لم يعد يهتم بالصحافة الورقية. ووسط مخاوف من ان تسيطر وسائل وادوات ومواقع التواصل الاجتماعى ومحركات البحث الحديثة مثل جوجل واليوتيوب والتويتر والفيس بوك والانستجرام على صناعة الاعلام فى مجملها بل والسيطرة على مواردها المالية وخاصة حصتها من الاعلانات بعد ان سيطرت تلك المواقع على حصة كبيرة من سوق الاعلانات ولم يتبق سوى " الفتات" للاعلام التقليدى. على الرغم من أن هذه المواقع ليست سوى منصات عرض لكنها للاسف أصبحت مثل " الغول" الذى  يستولى على كل ما حوله ويهدد باندثار صناعة تاريخية يعتمد عليها آلاف بل ملايين الاشخاص فى العالم العربي.
 
وعلى الرغم من كل ذلك لم يحدد صناع المهنة وسائل المواجهه مع " الغول " الجديد بعد ان أعلن رئيس اكبر دولة فى العالم وهو الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الانحياز له واتخذ من تويتر منصة لتصريحاته التى تتناقلها الصحف وباقى وسائل الاعلام الآخرى..وناصب الاعلام التقليدى العداء ولم يظبط متلبسا بالادلاء بتصريحات للصحافة الورقية الأميركية أو الأوروبية أو يتحدث من وسائل الاعلام المرئية منذ أن دخل البيت الأبيض فى واشنطن منذ 20 يناير 2017".
 
العديد من الروؤساء والمسئوليين قلدوا ترامب فى توجهه وموقفه من الاعلام التقليدى واتجهوا الى منصات التواصل الاجتماعى للادلاء بتصريحاتهم ونشر أخبارهم.
 
الاكثر من ذلك أن الجهات الرسمية فى كافة دول العالم العربى ودون أن تدرى أن تحارب اعلامها أنشات صفحات لها على الفيس والتويتر واليوتيوب لبث أخبارها ولم تعد فى حاجة الى المندوب الصحفى لنشر اخبارها..فمن أراد أن يتقصى اخبارها فليلجأ الى صفحاتها..ولا تسألنى عن البطالة التى بدأت تضرب فى الجسد الصحفى فى العديد من الدول العربية.
 
منتدى دبى وسط هذه التحديات والمصاعب والمخاوف تأتى دورته الحالية تحت شعار" "الإعلام العربي: الواقع والمستقبل"..وهنا نطر السؤال عن مستقبل الاعلام العربى..فاذا كانت الصحافة الورقية تعيش حاليا مرحلة الغروب ..فالصحافة الالكترونية أيضا مهددة من مواقع التواصل الاجتماعى وليس بعيدة عن الخطر المحدق. فكبار المعلنين فى السوق العربى مثل شركات الاتصالات والمياه الغازية والسيارات لجأوا الى مواقع التواصل توفيرا للنفقات.
 
ما نتمناه من منتدى الاعلام بدبى أن يبحث فى مستقبل الاعلام العربى ومستقبل الصناعة قبل أن نبكى عليها بعد عدة سنوات قريبة. وعلى قيادات المؤسسات الاعلامية فى الوطن العربى أن يضعوا خارطة طريق لانقاذ المهنة والصناعة ككل. فلست متفاءل كثيرا بالمستقبل بالنسبة لصناعة الاعلام العربى فالصمت والسكوت والمشاهدة والمتابعة هو حال أصحاب الصناعة الآن وسط توحش " غول" جوجل وتويتر وفيس بوك وتويتر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق