خسارة حزب «أردوغان» لمقاعد المدن التركية الكبري في انتخابات المحليات

كشف استطلاع للرأي أجرته شركة بيار بشأن انتخابات المحليات التركية التي ستجري غدا عن تقدم حزب الشعب الجمهوري المعارض بفارق كبير على منافسه حزب العدالة والتنمية الحاكم في عدد من البلديات التركية منها إسطنبول وأنقرة وإزمير، حيث ستجري الانتخابات هذه المرة والتي سيشارك فيها 56 مليون مواطن وسط حالة من الغليان يشهدها الشارع التركي بسبب سياسة أردوغان التي أدت إلي تردي الأوضاع الأقتصادية، وهو ما ستستغله الاحزاب السياسية لكسر هيمنة العدالة والتنمية على البلديات وإنقاذ قطاعات الدولة من الانهيار.

ولعل هذه الانتخابات تمثل أهمية خاصة لأردوغان وحزبه، لأنها تعد الأولى التي ستجرى في ظل التعديلات الدستورية، وإقرار النظام الرئاسي، والذي حصل بمقتضاه على صلاحيات مطلقة، جعلت المعارضة تلقبه بالرئيس الأوحد.

ووفقا لما نشره موقع "بيرجون"،أعدت شركة بيار استطلاعا للرأي بشأن انتخابات البلديات بمقابلة 11 ألفا و445 مشاركا في إسطنبول، وأنقرة، وإزمير، وأنطاليا، وأضنة وأيدين في الفترة بين 20-27 مارس الجاري.

وفقا لاستطلاع الرأي، احتل مرشح حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المركز الأول وحصل على 50.3%، بينما حصل مرشح حزب العدالة والتنمية عن البلدية نفسها، بن علي يلدريم، على 48.2%. ، حيث تقدم منصور يافاش، مرشح الشعب الجمهوري في أنقرة، على منافسه التابع للعدالة والتنمية محمد أوزهاسيكي، بحصوله على 54.7%، في حين حصل الثاني على 43.2%.

وفي إزمير، حصل مرشح الشعب الجمهوري، التي تعد معقل الحزب، تونتش سويير، على 63.1%، بينما حصل مرشح العدالة والتنمية، نيهاد زيبيكجي، على 35.6%.

وفي ذات السياق، توقع استطلاع الرأي أن يفوز مرشح حزب الشعب الجمهوري في أنطاليا وأيدين، ومرشح حزب الحركة القومية في أضنة.

من جانبه كشف رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، في برنامج أذاعته قناة "هابر ترك"، عن عرض حكومة العدالة والتنمية مؤخرا على منصور يافاش، مرشح تحالف الأمة، المكون من حزبي الشعب الجمهوري والخير، لرئاسة بلدية أنقرة، الانضمام إليهم.

وقال أوغلو، إن الحزب الحاكم عرض على منصور يافاش أن يكون مرشحه، قائلين له "تعال وكن مرشحنا".

أوغلو أكد أن هذه الانتخابات تُجرى في أجواء مغايرة، والأتراك يرون الآن ما يواجهونه في نهاية فترة الـ17 سنة"، متابعا "المشكلة التي تضرب الأسرة بعمق هي انخفاض مستوى المعيشة، والمسؤول عن هذا الوضع، الذي وصلنا إليه اليوم هو إردوغان".

من ناحية أخري أشارت صحيفة الإيكونوميست الأمريكية في تقرير لها أمس: إن نظام إردوغان وضع مرشح حزب الشعب الجمهوري على رئاسة بلدية أنقرة منصور يافاش في مرمى انتقاداته؛ خوفًا من الخسارة المتوقعة للعاصمة، لافتة إلى أن رجب وحلفاؤه يريدون تلقين " يافاش " درسًا خاصة في ضوء فضحه لسوء الإدارة الاقتصادية لحكومة العدالة والتنمية، حيث تم اثارة مزاعم قديمة تربط منصور يافاش بشيك مزور، وبعد ذلك بأيام، فتح المدعون العامون تحقيقًا في الأمر، ومنذ ذلك الحين، يهدد أردوغان بأن يافاش سيدفع "ثمنًا باهظًا" بعد الانتخابات، مما يوحي بأنه قد يتم إقالته من منصبه.

من جانبه دافع يافاش عن الاتهامات الموجهة له بتزوير سند يصل قيمته إلى 600 ألف دولار أمريكي، لافتا أنه كان ضحية اتهام رجل أعمال محكوم عليه بالسجن 4 سنوات "نجم الدين كسجين"، مؤكدا تحريكه من نظام إردوغان.

أما بالنسبة لإسطنبول، قال كيليتشدار أوغلو: "لقد ذهبت إلى البحر الأسود، هناك عاصفة تأييد لأكرم إمام أوغلو، المرشح لرئاسة البلدية، في هذه المنطقة، وليس في إسطنبول فقط".

وتابع "هو حقًا صديق ناجح من خلال اللغة التي يستخدمها والأعمال التي يقوم بها، وأعتقد أنه سيحقق الفوز بنسبة 100%، سنقوم في تحالف الأمة بمراقبة صناديق الاقتراع". في إشارة إلى القلق من عمليات تزوير ممنهجة متوقع أن يلجأ لها إردوغان لوقف نزيف خسائره.