«ابن الوز عوام».. نجل الداعية السلفي يتطاول على المفتي في قضية «الزكاة»

الثلاثاء، 14 مايو 2019 05:00 م
«ابن الوز عوام».. نجل الداعية السلفي يتطاول على المفتي في قضية «الزكاة»
حاتم الحوينى
أمل غريب

«إن خرج العيب من أهل العيب مايبقاش عيب»، مقولة شعبية تنطبق على الداعية السلفي «حاتم الحويني» نجل السلفي أبي إسحاق الحويني، الذي اشتهر عنه أرائه المتشدده وتطاوله على الأزهر الشريف وعلمائه، ومنهم واقعة تطاوله على الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، فمن شابه أباه ماظلم.

حاتم الحويني، تطاول وتهكم على فتوى فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، التي حدد فيها مقدار زكاة الفطر لعام 1440 هجريا و2019 ميلاديا، والتي قدرت بحد أدنى 13 جنيه، مع جواز إخراجها مالا.

تهكم ابن الحويني، فتوى الدكتور شوقي علام، التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورفض إخراجها مالا، وأعد ردا عليها لم يخلو من التهكم، وعلق قائلا: «يا أخي حاجة غريبة! أكن المفتي هايدفعها من جيبه!.. يا اخي ده زكاة للمستطيع!.. يعني بالمقدار ومفهاش تيسير وتعسير!.. اللي يقدر يدفع واللي ما يقدرش لا حرج عليه! بل يأخذ منها كمان!».

okjnhbs
 

واستطرد: «بالراحة كده علشان نفهم.. فَرَض رسولُ الله صل الله عليه وسلم زكاةَ الفِطر مِن رمضان على الناس، صاعًا مِن تمر، أو صاعًا من شَعير، على كلِّ حُر أو عبد، ذكر أو أنثى مِن المسلمين.. لحد كده الكلام تمام.. طيب هو ايه الصاع ده؟.. الصاع هو وحدة قياس تستخدم لقياس الحجم، وهو من المكاييل التي كانت تُستعمل في القديم لكيل المواد المختلفة وخاصة المواد الغذائيّة، طيب مقداره كام بالكيلو في واقعنا دلوقتي؟.. يقدّر على إنّه يساوي تقريباً (2.035) كيلو جراماً تقريباً، وهناك من قال أنّ الصاع الواحد يعادل ما مقداره (2.6) كيلو جراماً تقريباً، وقد تمت عمليات التقدير هذه بناءً على أنّ (المد) يعادل مـلء يدي رجل واحد، ومن هنا كان المد يقترب تقريباً من حوالي (650) جراماً، وإذا علمنا أنّ الصاع الواحد يساوي تقريباً أربعة أمداد، فإنّ كتلة الصاع الواحد تقدّر تقريياً حينئذ بـ (4 * 650 جراماً = 2.6 كيلو جراماً)..يعني 3 كيلو إلا 400 جرام تقريبًا (نقول 3 كيلو جرام)..طيب براحة كده كيلو الأرز في مصر بكام؟.. كيلو التمر (البلح) بكام؟.. احسب انت علشان تعرف إن 13 جنيه تضليل وخداع بدعوى التيسير!.. أقل شيء= شوف أسعارها في بلدك واحسب على أساسها».

Capture
 

الأزمة التي حاول حاتم الحويني، افتعالها مع مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، لم تختلف كثيرا عن نهج سابقيه الذين دأبوا على افتعال مثل تلك الأزمات، واصطناع أراء خلافية حول المسائل الشرعية العادية، والتي تهم قطاع كبير من المسلمين في مثل أشهر العبادات كشهر رمضان وزكاة عيد الفطر، أو شهر ذو الحجة ونحر الأضاحي، فضلا عن غلوهم في الدين في أغلب بل كل المسائل الشرعية المتعلقة بالحياة الدنيا وكذلك الأخرة التي لا يعلمها إلا الله عز وجل، فزادوا من هموم الناس ودسوا السم في العسل وحرموا كل حلال واشاعوا الغلو في الدين والتشدد الظاهري، ونشروا الفكر الوهابي السلفي المتشدد الذي تربت في مدرسته كل التنظيمات الإرهابية التي يعاني منها العالم الأن.

 لم يترك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حاتم الحويني، دون رد، ووجهوا له العديدمن  الانتقادات، لما بدر منه من تهكم وهجوم على مفتي الديار المصرية، فقال له أحد المتابعين: «حاتم الحويني.. ريح نفسك أنت بس.. الفتاوي لا نسمعها إلا من الأزهر.. احتفظ بفتواك لنفسك.. و اتمنى إنك تُخرج ما معك للفقراء واترك البشر في حالها.. ده أقل مبلغ للزكاة للي نفسة يزكي من الفقراء وكل واحد مسلم عارف اللي عليه ومش أنت اللي حتقف أمام كل فتوى أو تصريح من الأزهر الشريف.. ده مرجعنا الوحيد».

رد على حاتم الحوينى
 

كما رد آخر على الحوينى قائلا: «حاتم الحويني.. مش معنى إنك لازم تخرج زكاة الفطر حبوب تقوم توزع على اصحابك ڤياجرا و ترامادول، ليأتي رد نجل الحويني وضيعا، فقال: لو الفياجر في الحق حلوة كتر منها».

فيما رد محمد هداية قائلا: «كأن المفتي هيدفعها من جيبه.. قرأت تعليقك كله ولم يلفت نظري إلا هذه الجملة.. ولحظة قراءتها تخيلت النبي أو أحد من الصحابة لو كان استخدم نفس جملتك أو على الأقل جملة لها نفس اللهجة والتهكم.. ماذا كان سيحدث لو أن عابرا قد سمع داعيا للإسلام يتحدث بهذه اللهجة!!.. يا حاتم ولا أدعوك بشيخ أبدا.. الإسلام برئ منك ومن والدك ومن اخويك ومن اتباعكم ومن اتباع اتباعكم.. ويوم القيامة نقف أمام الله ونرى من اعتدل ومن تشدد وتطرف ومن أرخى حبل التشدد حتى التقطه ضعيف نفس فأساء للاسلام والمسلمين».

من جانبه قال الدكتور أحمد كريمة، استاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف، أن الحكمة تقول «من آمن العقاب أساء الأدب»، فالمتسلفة الوهابية خدام الحكام في كل زمان ومكان، فهم يأمنون المؤاخذة داخل مصر، لكنهم لا يجرؤن على فتح أفواههم في غيرها، حتى بموطن النشئة، وما نسب إلى المجترئ على أعراض العلماء تتحمل الدولة مسؤليته كاملة، لأنها من المفترض فيها حماية النظام الدستوري والذي نص على أن الأزهر هو المسئول عن الشئون الإسلامية دون غيره.

v] phjl hgp,dkn
 
وتابع: مسألة صفة المخرج في زكاة الفطر أختلف فيها المفسرون منذ الصدر الأول من الإسلام، وذكر بن رشد في كتابه الماتع بداية المجتهد، سبب الخلاف، قائلا أن من قال بجواز إخراج القيمة إنما نظر إلى أن زكاة الفطر حق للفقراء والمساكين، فتراعى فيها مصلحته، ومن يرى بإخراجها من الحبوب والأطعمة نظر إلى أنها حق لله كسائر الزكوات، فيخرج منها المنصوص عليها، لذا فهناك مسألة خلافية وليست من أول الإيمانيات ولا من قطعيات الشريعة الإسلامية، لأن النصوص فيها ظنية الورود، حيث أنها اخبار أحاد وظنية الدلالة، ومن ثم فهي من الأمور محل الإجتهاد.

وأوضح كريمة، أن دار الافتاء المصرية منوط بها بيان الأحكام الفقهية، حيث أنها إحدى روافد الأزهر، القائم على خدمة الإسلام منذ 1079 عاما، مما قد أداها الاجتهاد إلى جواز وليس وجوب إخراج القيمة مالا، فيعمل بهذا الرأي لاتفاقه مع الواقع المعاصر، ويضاف إلى ذلك أن جمهرة من علماء السلف الحقيقيين لا المدعين قالوا بهذا، منهم عمر بن العزيز وهو عصر التابعين، وثلة من فقهاء المذاهب الفقهية المعتمدة .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق