" مشروع أخونة ليبيا " الحلم البديل لأردوغان

الثلاثاء، 02 يوليو 2019 08:57 م
" مشروع أخونة ليبيا " الحلم البديل لأردوغان
سعيد محمد أحمد

 
وسط أجواء ملبدة بالغيوم، التى تلقى بظلالها القاتمة على المنطقة عامة و"شمال أفريقيا" بصفة خاصة، لتصبح أسيرة للأستقطاب والتجازبات من قبل بعض القوى الأقليمية، واستغلالها لحالة الإرتباك فى المشهد السياسى والعسكرى والأمنى خاصة فى ليبيا التى تعانى منذ عام 2011، وضعاً أمنيا مترديا راحت فيها مؤسسات الدولة رهينة لمجموعة من الميليشيات المسلحة المنتمية للعديد من التنظيمات الأرهابية المتطرفة" داعش والقاعدة"، المتعددة الولاءات سواء لجماعة الأخوان الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر ماديا وعسكريا بهدف نسف وتخريب كل المحاولات الساعية لحل سياسى للأزمة  الليبية .
 
ومع تقاطع "أنقرة وتنظيم الحمدين" فى تنديدهما بالجيش الوطنى الليبى، وتوافقهما مع مواقف تلك الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة ومناصرتهما لهم بالدعم اللوجسيتى، وانحيازهما الكامل لمواقف "حكومة السراج" بالدعم العسكرى المباشر، وبالتدخل السافر فى الشأن الليبى من قبل الرئيس التركى أرودغان فى تحدى سافر لقرارت مجلس الأمن، وبما يتنافى والقرارات الدولية للسيطرة على مقدرات الدولة الليبية، وبما يمثل دعما صريحا وعلنيا لمشروع أردوغان البديل "لأخونة ليبيا" ضمن مشروعه الإخوانى المرتبط بحزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، الذى يشكل فى النهاية تهديدا للأمن القومى العربى.
 
ومع استمرار سياسة أردوغان الفاشلة التى تلاحقة فى كل أزماتة الداخلية، وهزيمتة المنكرة للمرة الثانية وتلقيه صفعة مهينة على يد المعارضة التركية بفوزها الساحق فى الانتخابات المحلية، وبداية تفكك حزبه من الداخل فى ظل اقتصاد مضطرب، ومتجاهلا ومتغافلا ما فعلتة مصر بالقضاء على "المشروع الإخوانى" فى المنطقة، وسقوطة إلى الأبد فى ثورة 30 يونيو، بما يؤكد مدى رعونتة وغبائة، وعدم استيعابة من دروس تلقى فيها فى السابق صفعات عديدة أبرزها تراجعه "بخفى حنين" فى أزمتة مع سوريا، كهدف كان يسعى الية لتحقيق حلمة وحلم  جماعتة بالسيطرة على المنطقة العربية.
 
ومع تقدم قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر باتجاه العاصمة "طرابلس" لتحريرها وحصارها تمهيدا لإقتحامها، وذلك عقب فرض سيطرتة على 90 % من الأراضى الليبية بالقضاء على المليشيات المسلحة، وإخضاع مدن الغرب الليبى تحت سيطرة الجيش الأمر الذى أصاب أردوغان بالجنون وعدم الأتزان وتكرار أخطائة الكارثية بعد أن تم فضحة دوليا فى أعقاب ضبط سفن تركية محملة بالسلاح لميليشيات طرابلس المسلحة، واندفاعه بالهروب من أزماتة الداخلية وفشل سياساتة خارجيا باشعال النيران فى ليبيا بهدف اطالة أمد الأزمة وتخريب مقدرات الشعب الليبى، واستعداء دول المنطقة بما يشكل تهديدا للأمن القومى العربى والمصرى بصفة خاصة، وبما يشكل أيضا  خرقا لقرارات مجلس الأمن وتجاهلا للقواعد والقوانين الدولية .
 
أردوغان لم يتوقف عن دوره الشيطانى فى سوريا، مما جعلة فاقد القدرة على إنهاء الأزمة لصالحه، أولصالح مشروعه الأخوانى المنتهى، لينتهى أمره فى سوريا، وتقتصر أحلامه المريضة فى حماية نفسه بتنازله بغض الطرف على بقاء النظام السورى بعد المطالبة بزواله على مدى أكثر من ست سنوات متواصله فى دعمة المتواصل لكل الجماعات والتنظيمات الأرهابية المسلحة  "القاعدة داعش جبهة النصرة"، وليتحول فجأة باتجاه ليبيا لإحياء طموحاتة وأحلامة المقيتة.
 
تهديدات أردوغان مؤخرا تشكل خطرا على الأمن القومى العربى، والمصرى بصفة خاصة أن ليبيا تعد الخاصرة الغربية لمصر، وتمثل حديقة خلفية لتنامى مختلف التنظيمات الأرهابية من مختلف الجنسيات الأجنبية، وتحديا صارخا للمجتمع الدولى بالتهديد بالتدخل عسكريا فى الشأن الليبى، والتعدى على سيادة دولة تحت مزاعم كاذبة بالحافظ على "مصالح بلاده" على الأراضى الليبية خلافا للحقيقة، وذلك عقب تعريتة وبالوثائق المثبتة فى دعمة العسكرى المباشر للميليشيات المسلحة  من خبراء عسكريين أتراك مكلفين باستخدام الطائرات المسيرة لمهاجمة الجيش الليبيى، وجرى ضبط البعض منهم خلال العمليات العسكرية على أيدى قوات الجيش الوطنى الليبى.
 
وبالرغم من البعد الجغرافى والحدودى اللامحدود بين تركيا وليبيا ، لم يتورع أردوغان فى التدخل المباشر فى ليبيا بدعاوى كاذبة وملفقة مستغلا الأزمة الليبية بتعقيداتها، وتشابك بعض القوى المتصارعة " فرنسا وإيطاليا " حماية لمصالحها الحيوية، والتى تتمثل فى أهمية الحفاظ على مصادر النفط وتأمين تلك المنطقة من كارثة بوابة الهجرة الغير شرعية خاصة أن سواحل ليبيا تشكل البوابة المباشرة لأوروبا، ولتسقط كل دعاوى أردوغان المريضة بأن ليبيا لا تشكل خطرا على الأمن التركى سوى تحقيق اطماعة فى السيطرة عليها لتكون ليبيا مشروعة الأخوانى الفاشل بالأنخراط فى تقديم الدعم العسكرى واللوجيستى لمختلف التنظيمات الأرهابية الخارجة من عباء ة الجماعة الأرهابية، واستغلال المصادرالنفطية الضخمة التى تقع فى أيدى مجموعة من الميلشيات المسلحة التى تحكم العاصمة طرابلس رغما عن حكومة " فايز السراج" .
 
ومع الوضع الأقليمى والدولى المرتبك والملتبس، جاءت عملية تحرير" العاصمة طرابلس" بعد عجز المجتمع الدولى فى الوصول إلى اتفاق سلام يرضى كافة الأطراف شريطة خروج كافة المليشيات المسلحة المتطرفة والحاكمة للعاصمة طرابلس بعيدا عن حكومة الوفاق فى محاولة لإسترجاع الحد الأدنى من مقومات الدولة لبسط نفوذها على كامل التراب الليبي، وفرض الأمن والاستقرا ر ، إلا أن تراخى المجتمع الدولى ب"الكيل بمعيارين" فى تجاهل تقديم الدعم العسكرى للجيش الوطنى الليبى فى الوقت الذى يجرى فيه تهريب السلاح إلى الطرف الأخر المهدد لأمن واستقرار والمنطقة بالكامل .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق