بتهريب الأسلحة وتدريب المليشات.. «أردوغان» يشعل الحرب الأهلية في الصومال والأمم المتحدة تدعو للتهدئة

السبت، 20 فبراير 2021 02:00 م
بتهريب الأسلحة وتدريب المليشات.. «أردوغان» يشعل الحرب الأهلية في الصومال والأمم المتحدة تدعو للتهدئة

تدخل سافر جديد سجله الرئيس التركي رجب طب أردوغان، في الصومال ساهم في إشعال الأوضاع في مقديشيو وأدى إلى وقوع اشتباكات خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، وهو ما جعل بعثة الأمم المتحدة في الصومال تعبر عن قلقها البالغ من جراء هذه الاشتباكات داعية الأطراف إلى التزام التهدئة مع حث الحكومة الفيدرالية والولايات إلى "اتفاق سياسي" بشأن الانتخابات.

من جانبها تشعر المعارضة الصومالية بالقلق بسبب التدخل التركي من خلال الدعم المسلح لقوات الشرطة الخاصة التي تستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين في مقديشو.

وقال محتجون وأهالي في مقديشو إن قوات فرقة جورجور الخاصة التي دربتها تركيا هاجمت مدنيين وقتلت متظاهرين، وهو ما أعاد أجواء الحرب الأهلية الصومالية ويمهد الطريق لانفلات أمني تستفيد منه القوى المتشددة وفي مقدمتها حركة الشباب.

وقال أحد المحتجين "هاجمتنا بقوة قوات كثيرة. أنا الآن منبطح أرضا في زقاق. إنها مجزرة"، مضيفا أن فرقة جورجور تشارك في الهجوم على المحتجين.

 الجدير بالذكر أن قوات جورجور كانت قد تلقت تدريبات عالية في القاعدة التركية بمقديشو (تركصوم)، والتي يتراوح عدد عناصرها بين 4500 و5000 عسكري، ويتلقون الأسلحة والذخائر من تركيا. ويتمركزون في كل من مقديشو وطوسمريب وبلد حاوة، بينما تعتبر تركصوم قاعدتهم الرئيسية.

وإلى جانب تلقي هذه القوات الأوامرَ مباشرة من الرئيس محمد عبدالله، المعروف باسم فرماجو، تأتمر كذلك بأوامر الضباط الأتراك في القاعدة.

المعروف أن الصومال تضم أكبر سفارة وقاعدة عسكرية لتركيا خارج حدودها، حيث تقوم أنقرة بأنشطة عسكرية عديدة منها تدريب الجيش الصومالي، إلى جانب أنشطة اقتصادية تهدف لتعزيز تواجدها في منطقة القرن الإفريقي.

وكانت المعارضة الصومالية قد حذرت في ديسمبر الماضي تركيا من مخاطر إرسال شحنات من الأسلحة إلى الوحدات الخاصة التي تدربها، حيث أكد شاهد عيان علي أن المدرعات التركية انتشرت في شوارع العاصمة الصومالية.

وقال العقيد أحمد عبدالله شيخ الذي تولى على مدى ثلاثة أعوام -حتى عام 2019- قيادة قوات داناب الخاصة التي تلقت تدريبا أميركيا “الجيش يتفكك ويبدو أن قوات كثيرة تحوّل ولاءها إلى القبائل”.

وأضاف “فوضى عارمة، لم يعد هناك هيكل قيادة من أي نوع”.

ووفقاً لما أوردته صحيفة "العرب" اللندنية واسعة الانتشار في تقرير لها، فإنّ دخول المنافسات السياسية في منعطف الصراع المفتوح، يُثير قلق حلفاء الصومال ويصبّ في مصلحة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تشن هجمات على مدنيين في شرق أفريقيا.

وقبل ساعات من المظاهرات اتهم الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد قوات الحكومة بمهاجمة فندق كان يمكث فيه مع رئيس سابق آخر.

واتهم وزير الأمن الصومالي حسن حندبي جمعالي المعارضة ببدء القتال.

وقال في بيان “هاجمت ميليشيات مسلحة القوات الحكومية. تصدينا للميليشيات وتغلبنا عليها”.

وفي غياب أي وساطة من المحتمل أن ينتشر القتال سريعا. وتمزق الحرب الأهلية الصومال منذ عام 1991، وبوسع كل من الحكومة والمعارضة استدعاء مؤيدين مسلحين تسليحا مكثّفا.

وينتمي الرئيس فرماجو إلى قبيلة دارود القوية بينما تنتمي معظم وحدات الجيش داخل مقديشو وحولها إلى قبيلة هوية التي تشارك بكثافة في تحالف المعارضة.

وكان من المنتظر أن ينتخب أعضاء البرلمان الصومالي رئيسا جديدا في الثامن من فبراير الجاري، لكن العملية تأجلت بعدما اتهمت المعارضة الحكومة بنشر مؤيدين لها في المجالس الانتخابية العامة والمحلية.

ويقول تحالف المعارضة إن فترة الرئيس فرماجو انتهت ولم يعد رئيسا للبلاد.

وأفاد ائتلاف لمرشحي المعارضة بأنه لن يعترف من الآن فصاعدا بفرماجو رئيسا وتعهّد بتنظيم تظاهرات حاشدة إلى حين تنحيه، بدأت الجمعة.

وبعد الحادثة عقد قادة المعارضة مؤتمرا صحافيا قالوا فيه إن إطلاق النار كان محاولة اغتيال لقياداتها وأنه تم إطلاق صواريخ.

وقال رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري" نجوت مع عدد من المرشحين والمشرعين والمتظاهرين المدنيين من محاولة مباشرة للقتل.

وأضاف " إذ كان هناك أي شخص يشكك في أيديولوجيا فرماجو السياسية الدكتاتورية فبإمكانه أن يفهم مما حصل من مواجهات".

وأكد زعيم آخر للمعارضة هو عبدالرحمن عبدالشكور أن " الصواريخ التي أطلقوها باتجاهنا ضربت المطار حيث تسببت في دمار".

وتحتفظ تركيا بأكبر قاعدة عسكرية خارجية لها في الصومال. وضاعفت حكومة أنقرة من استثماراتها في الصومال كجزء من أهدافها في البحر الأحمر، وخطط التوسع العسكري في القرن الأفريقي.

بدأت أنقرة منذ نحو 3 أعوام في تدريب الجيل الجديد من الضباط الصوماليين حيث يتلقى ثلث القوات العسكرية الصومالية تعليمهم باللغة التركية بعد دورة مكثفة في اللغة ويؤدون قسمهم بالتركية.

كما يحتفل الضباط الصوماليون الشباب ببعض الأحداث التركية مثل إحياء ذكرى الذين سقطوا في الحملة العثمانية ضد بريطانيا في جاليبولي وترديد النشيد العسكري التركي.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق