عبد الله السعيد.. المختلط

الإثنين، 12 مارس 2018 09:55 م
عبد الله السعيد.. المختلط
عبد الله السعيد
مصطفى الجمل

تخيل أنك استيقظت يوماً على نبأ سفر أخيك إلى تل أبيب والانضمام إلى صفوف جيش الاحتلال والمحاربة في  صفوفه، ستفزع ستسب  ستلعن، ستتبرأ منه، ستنسى كل ما بينكما من حياة وذكريات، جماهير الكرة في مصر يشجعون فرقهم بهذا المنطق، ليس في الأمر مبالغة، تعالى في أي مباراة يواجه فيها أحد قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك فريق افريقي في بطولة دوري الأبطال، قلة تشجع الفريق المصري، وكثر يشجعون وبحماس وهمة الفريق الاجنبي، كرهاً في غريمهم التقليدي.

عبد الله

في مواسم الانتقالات، نظرية فلسطين واسرائيل تحضر وبقوة، يتمنى الجمهور لو أن لاعبه – وإن كان ضعيف المستوى- اختفى من الكون وبات نسياً منسياً ولا أنه يسمع أنباء وشائعات انتقاله لغريمه التقليدي، أما وإن وقع الأمر وبات حقيقة، فحلها القطيعة، قطيعة أبدية وقعت بين جمهور الأهلي وحسام حسن عندما خلع فانلته الحمراء وارتدى البيضاء، حدث  ذلك أيضاً مع معتز اينو وجمال حمزة ومحمد صديق عندما عكس الأمر، وغيرهم وقبلهم أمثلة كثيرة، جمال عبد الحميد ورضا عبد العال وابراهيم سعيد، والقائمة بالأسماء مكتظة جداً.

عبد الله السعيد، إن حقت الأنباء التي تناثرت خلال الدقائق الماضية عن توقيعه لنادي الزمالك، فاللاعب الدولي حتماً ستطارده ضجة ستفوق بكل الأحوال ضجة وصول مصر إلى كأس العالم، سيواجه تهماً بالتخوين وخيانة العيش والملح، والهلس خلف الأموال، واللا انتماء، وما إلى ذلك من تهم جاهزة لكل من يفكر فريقه من هنا أو هناك ينتقل إلى الغريم التاريخي.

اقرأ أيضاً: عبد الله "السعيد".. أم "السعيد" للغاية؟

عبد الله السعيد، سيكون سابع سبعة لعبوا لأندية القمة المصرية الثلاثة "الأهلي الزمالك الاسماعيلي"، فاستحقوا لقب المختلط، عبد الله بدأ مسيرته الاحترافية في نادي السمسية، كانت لإصابة الموهوب جداً داخل فريق الاسماعيلي عمر جمال، عامل كبير في صعود نجم عبد الله، وتقديمه لجماهير الكرة المصرية بشكل عام، عرفته جماهير الأهلي في الموسم المصري الأفضل خلال الـ10 سنوات الماضية، عندما وصل الأهلي والاسماعيلي لمباراة فاصلة لحسم الدوري.

في استاد الاسماعيلية، وبعد انتهاء مباراة بلدية المحلية والاسماعيلي، ظل اللاعبون داخل الملعب، يترقبون انتهاء مباراة الجيش والأهلي، والتي كانت وقتها لازالت تشير بتعادل الفريقين، وان انتهت كذلك سترقص الاسماعيلية كلها فرحاً بالدوري الذي غاب عنهم، لم تأت الرياح بما تشتهي السفن، وفاز الأهلي بالمباراة، أمسك السعيد بوجهه وراح يلطم حزناً على النتيجة التي ستضعهم أمام الطوفان الأحمر وجهاً لوجه.

عبد الله

في الموسم التالي، انتقل "السعيد" للأحمر، وزامل أبو تريكة وبركات وفلافيو ومتعب، وجد صعوبة في التأقلم، انتقد كثيراً حتى اعتزل تريكة وبات هو نجم الفرقة الأول، وبات البحث عن بديل له في الأهلي ومنتخب مصر، المهمة الأكثر صعوبة أمام مدربي الكرة المصرية ومحلليها.

اقرأ أيضاً: على مسئولية شوبير.. عبد الله السعيد يطل بالأبيض خلال أيام

عبد الله، من مواليد 1985، أي أنه تخطى حاجز الثلاثين بثلاث سنوات، معروف عنه أن مجهوده البدني، قل كثيراً عما كان عليه قبل ثلاث سنوات، أقصى ما يمكن أن يقدمه للقلعة البيضاء، أو أي فريق آخر موسم أو موسمين، إن تألق من أول دقيقة، ثانية إن تألق من أول دقيقة.

عبد الله

حال رحيل "السعيد" إلى الأبيض سيخسر الأهلي لاعب دولي، ويكسب منح فرصة حقيقية للاعبين صغار قد يكونوا أقوى في الموهبة وأصغر في العمر وأقوى في اللياقة، وأكثر انتماء، كأحمد حمدي واسلام محارب، والمتمرد صالح جمعة، سيدفع الزمالك أو أي فريق آخر ما لا يقل عن 50 مليوناً، مقابل موسم واحد، قد لا يجلب فيه الفريق أي بطولة، قطعاً ستفرج جماهير الزمالك، وتتغنى باسم واحد ممن جلدوهم كثيراً، وتصيح في المدرجات :" المختلط يرحب بك" .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق