درس ألماني لأردوغان بعد إفلاس تركيا.. كيف رصدت صحافة برلين تهاوي قيمة الليرة؟

الثلاثاء، 14 أغسطس 2018 06:00 م
درس ألماني لأردوغان بعد إفلاس تركيا.. كيف رصدت صحافة برلين تهاوي قيمة الليرة؟
اردوغان
محمود علي

سلطت الصحف الألمانية الكبرى الضوء في اليومين الماضيين على وضع الاقتصاد التركي وتداعيات انهيار العملة المحلية لأنقرة مقابل العملات الآخرى، لاسيما بعدما وفقدت الليرة التركية أكثر من 40 % من قيمتها مقابل الدولار هذا العام، وهبطت إلى مستوى قياسي جديد الجمعة الماضية، حيث انخفضت بنحو 18 % في أكبر خسارة يومية لها منذ 2001.

موقع دويتشه فيلا الألماني تناول بصورة واسعة ما رصدته الصحف ألمانية وقال تحت عنوان «صحف ألمانية: لقد أفلس السلطان أردوغان» أن الصحف علقت على الخسائر الدراماتيكية للعملة المحلية التركية وما تأثير ذلك من خسائر على الرئيس التركي اردوغان .

ولم يتوقف تهاوي قيمة الليرة التركية بعد الجمعة الأسود الذي انخفض فيه العملة التركية كأكبر انخفاض يومي منذ 17 عامًا، حيث تراجعت الليرة في الأسواق الآسيوية أمس الاثنين  إلى مستوى قياسي جديد، ليجري تداول العملة بأكثر من 7 ليرات للدولار و8 ليرات لليورو، في ظل نظرة متشائمة حول الاقتصاد التركي لاسيما بعد تصاعد السجال الكلامي والخلاف بين تركيا وأمريكا على خلفية اعتقال سلطات الأولي لقس أمريكي بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة.

اقرأ أيضًا: تهاوي مطامع أردوغان في سوريا والعراق.. هذا ما تستفيده المنطقة من أزمة الليرة التركية

 

ورغم اهتزاز ثقة المستثمرين الدوليين في تركيا من أن تخرج من هذا النفق المظلم، خرج الرئيس التركي ليؤكد أن بلاده لا تعاني من أزمة ولا تقف على شفا الإفلاس، مضيفًا أن تركيا تتأهب لتنفيذ تعاملات تجارية بالعملات المحلية مع كل من الصين وروسيا وأوكرانيا، بدلا من الدولار، لكن يقول مراقبون أن هذه الأزمة لن تنحصر عواقبها إلا حينما يتوقف أردوغان عن ممارسة ضغوطا وتدخلات في سياسات البنك المركزي.

 
صحيفة "هانوفرشه ألغيماينه تسايتونغ الألمانية أكدت في تعليقها على تهاوي قيمة الليرة، أن أردوغان يشهد في مجاله المفضل (الاقتصاد) خسائر كارثية حيث تسقط الليرة بسرعة معززًا النظام الرئاسي الجديد الوضع البائس للاقتصاد التركي، مضيفة أن إضعاف المعارضة الداخلية في تركيا دفع الذين كانوا يراقبون سياسات أردوغان أو يتدخلون عند الضرورة ويشكلون توازنا يبتعدون عن المشهد.

 

اقرأ أيضًا: أردوغان يطلب توسط "تميم" لتخفيف العقوبات الأمريكية.. هل ستتدخل الدوحة لإنقاذ حليفاها من الانهيار؟

ونال الضغط الأمريكي من جانب الرئيس دونالد ترامب على رجب طيب أردوغان جانب من الصعوبات التركية، حيث أصبح أحدى أسباب تدهور العملة التركية الخلاف مع الولايات المتحدة ولكن لم يكن سبب أزمة الاقتصاد التركي بصورة كاملة، بحسب  صحيفة «فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ».

 

وأكدت الصحيفة ذاتها أن رغم اجتذاب تركيا الكثير من رؤوس الأموال الأجنبية في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الرؤوس لن تبقى في البلاد إلا في حالة إتباع سياسة اقتصادية تتطلع للمستقبل، مضيفة أن سياسة أردوغان مع الأزمة تضعف البلاد وتلحق به مخاطر وأضرار جسيمة ، حيث ستضع تركيا في مرحلة لن تستطيع بدون مساعدة خارجية، من صندوق النقد الدولي مثلا، السيطرة على الأزمة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق