«صفقات من تحت الترابيزة».. هل تتنازل أبل عن تشفير بيانات مستخدمي آيفون؟

الجمعة، 07 سبتمبر 2018 09:00 م
«صفقات من تحت الترابيزة».. هل تتنازل أبل عن تشفير بيانات مستخدمي آيفون؟
أبل
تامر إمام

قبل أكثر من عامين تقريبا نشبت أزمة كبيرة بين شركة أبل والجهات الأمنية الأمريكية وعلى رأسها مباحث التحقيقات الفيدرالية، وكان ذلك بسبب رفض شركة أبل فك تشفير هاتف الإرهابي الذي ارتكب جريمته بولاية كالفورنيا وراح ضحيتها ما يقرب من 14 مواطنا.

حينما شرعت المباحث الفيدرالية في التحقيق بشأن الواقعة، طلبت من شركة أبل مساعدتها لفك تشفير الهاتف وفتحه مما قد يساعدها في العثور على خيوط هامة للوصول إلى أسباب الحادث، ولكن شركة أبل خرجت بتصريحات نارية أكدت خلالها أنها لن تتخلى عن أهم ما يميز نظامها iOS وهو قوة التأمين، مقارنة بأنظمة التشغيل الأخرى ومنها أندرويد التي يعيبها ضعف التأمين ضد الاختراق.

وطالبت الجهات الأمنية من شركة أبل، ضرورة تعديل الاشتراطات الأمنية بنظام التشغيل iOS الخاص بهواتف آيفون حتى يكون متاحا للجهات الأمنية الاطلاع على بيانات أصحاب هواتف آيفون، ووقتها سخر تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة من هذا الأمر في إشارة منه إلى أن ذلك لن يحدث.

هذه هو الموقف المعلن من جانب شركة أبل، رفض صارم من جانبها لمحاولات الجهات الأمنية بإتاحة الفرصة لهم لفحص هواتف المشتبه فيهم، ولكن يبدو أن الحقيقة السرية مخالفة لذلك تمام.

رسالة بتاريخ 4 سبتمبر تحمل توقيع كاثرين آدامز المستشارة القانونية لشركة أبل، ورد بها أن شركة أبل في طريقها لإيجاد آلية واضحة ومعلنة يمكن من خلالها السماح للجهات الأمنية بالاطلاع على بعض بيانات مستخدميها، وكانت تلك الرسالة موجهة إلى السيناتور الأمريكي تشيلدون وايتهاوس.

تفاصيل الخاطب تكشف عن اتجاه أبل لإنشاء بوابة إلكترونية تقوم من خلالها الشرطة الأمريكية بتسجيل طلبات الاطلاع على بيانات المستخدمين، مع التعهد بتدريب الشرطيين على كيفية استخدام تلك البوابة، وكذلك تعريفهم بالبيانات التي يمكن الاطلاع عليها وفقا لما يتم الاتفاق عليه.

وأوضحت أبل في رسالتها، أنها قامت خلال عام 2017 بالاستجابة لحوالي 14 ألف طلبا أمريكيا من عدة جهات قانونية تتعلق بالكشف عن معلومات متعلقة ببيانات المستخدمين، بما في ذلك طلبات عاجلة وتم الاستجابة لها في زمن لم يتجاوز 20 دقيقة.

ووفقا لما ورد أيضا بالخطاب الصادر عن أبل، فإن النظام الجديد قد يتم تفعيله بدءا من نهاية العام الجاري أو أوائل العام المقبل.

ويرى بعض الخبراء التقنيين أن ما ستفعله أبل يمكن تصنيفه بأنه رضوخ لمطالب الجهات الأمنية، في حين ذهب البعض الآخر إلى أن أبل مازالت ثابتة على موقفها الرافض لتعديل سياستها الأمنية المتعلقة بتشفير بيانات مستخدميها، بدليل تأكيدات الشركة بأنها لن تتدخل في آلية عمل الأداة الجديدة الخاصة بطلبات الاطلاع على بيانات المستخدمين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق