ما وراء أحداث 11 سبتمبر.. قصة العلاقة الحرام بين أمريكا والتنظيمات الإرهابية

الأربعاء، 12 سبتمبر 2018 10:00 ص
ما وراء أحداث 11 سبتمبر.. قصة العلاقة الحرام بين أمريكا والتنظيمات الإرهابية
ترامب

مازالت تداعيات الهجوم الإرهابى على أمريكا فيما عرف بأحداث 11 سبتمبر مستمر، حتى الآن، بالرغم من مرور 17 عاما على الحادث الإرهابى.
 
لم تلهم هذه الحادثة الإرهابية التنظيمات المتطرفة لشن عمليات على شاكلتها فقط بل كانت السبب الرئيسى فى تغير الخريطتين الدولية والإقليمية.
 
يرى مراقبون أن حادث تفجير برجى التجارة وضع اللبنة الأولى لنهاية عصر الهيمنة الأمريكية على العالم، وبالتالى صعود قوى دولية جديدة على سطح خريطة السياسة فى العالم.
 
يرجع المراقبون أن حالة التسليم أو الاستسلام الأمريكى اليوم للدور الكبير الذى تلعبه روسيا فى العديد من مناطق الصراع الدولى، يمثل فى جوهره أحد النتائج الهامة، لحادث "الثلاثاء الأسود".
 
كما باءت بالفشل  محاولات الولايات المتحدة لاستخدام قوتها العسكرية فى أعقاب الحدث سواء بالحرب على القاعدة فى أفغانستان أو باحتلال العراق فى ظل عدم قدرة القوات الأمريكية على مجاراة "حرب الشوارع" التى تبنتها الميليشيات المسلحة، لاستهداف القوات الأمريكية، وبالتالى تحولت محاولة "استعراض القوة" الأمريكية إلى دليل جديد على ضعف الولايات المتحدة وبالتالى عجزها عن الاستمرار فى إدارة العالم بمفردها.

 

11 سبتمبر
11 سبتمبر

 

من خلال التحرك بشكل أحادى الجانب فى حربه ضد أفغانستان لإسقاط حكومة طالبان فى أكتوبر 2001، كرد فعل مباشر على أحداث 11 سبتمبر،أدركت إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش  منذ اللحظة الأولى خطورة التداعيات التى قد تترتب على أحداث 11 سبتمبر، فحاولت قطع الطريق أمام محاولات بعض القوى الدولية لإيجاد دور قوى على الساحة الدولية، لمزاحمة النفوذ الأمريكى، وكذلك فى معركته بالعراق لإسقاط نظام صدام حسين فى عام 2003 دون دليل على تورطه فى الأحداث، حيث لم يحظى فى تلك الحروب على دعم دولى سوى من حلفائه بالناتو فقط.

 

الولايات المتحدة أسقطت صدام وفشلت فى صد الميليشيات
 
 

كانت أزمة الاقتصاد الأمريكى بصورة كبيرة، بعد أن ضربت الولايات المتحدة فى عامى 2007 و2008، حيث كرست الإدارة ملايين الدولارات لحروبها التى لم تؤتى ثمارها فى النهاية، بل وساهمت بصورة كبيرة فى تصاعد الدور الذى تلعبه بعض الميليشيات المسلحة، وانتشارها وتوسعها، بل وظهور تنظيمات جديدة استلهمت فكرة الهجوم على الغرب فى أراضيهم من تلك الأحداث.

آثر أوباما، الانسحاب من العراق فى 2011، بعد الفشل الأمريكى فى القضاء على التنظيمات الإرهابية بالتدخل العسكرى المباشر فى عهد  بوش ليفتح الباب أمام استراتيجية جديدة تتمثل ليس فقط فى مهادنة التيارات المتطرفة التى كانت بمثابة المرجعية ومصدر الإلهام للميليشيات العسكرية، ولكن لتمكينهم من السلطة فى العديد من بلدان الشرق الأوسط، عبر ما يسمى بـ"الربيع العربى" لاستخدامهم فى المنطقة،بينما قلص الوجود الأمريكى فى أفغانستان بصورة كبيرة.

 

أوباما لجأ لمهادنة التنظيمات المتطرفة
 
 

دعمت سياسة أوباما  صعود تيارات جديدة، على رأسها تنظيم داعش الإرهابى، والذى اتخذ منحى جديدا لم يكتف بمجرد شن الهجمات على أهدافه، وإنما لجأ إلى السيطرة على الأراضى فى سوريا والعراق، لتأسيس دولته الخاصة.

 التقاعس أو العجز الأمريكى فى القضاء على داعش، كان سببا رئيسيا فى ظهور بزوغ نجم القوى الجديدة والتى تمثلت فى روسيا، والتى أعلنت التدخل فى سوريا، ربما لتعلن استعادة مكانة الدب الروسى، على الساحة الدولية، فى تحد جديد للهيمنة الأمريكية، وبالتالى مزاحمة النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط عبر البوابة السورية ،وبالتالى لم يكن أمام ترامب سوى الاعتراف بالوجود الروسى كقوى فاعلة.

ترامب لم يجد مفرا من الاعتراف بروسيا كقوة فاعلة
 
 

ويعد حرص الرئيس ترامب على التنسيق مع روسيا، فى العديد من القضايا الدولية ومهادنتها، منذ صعوده إلى رأس السلطة، رغم حالة الشد والجذب بين موسكو وواشنطن بين الحين والآخر دليلا دامغا على اعتراف أمريكى ضمنى بنهاية زمن الأحادية القطبية، لتفتح الباب من جديد أمام صعود قوى دولية جديدة يمكنها القيام بدور بارز فى قيادة العالم فى المرحلة المقبلة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق