آخرهم بنزيما.. أسرار الهروب الكبير لنجوم العالم إلى الدوري الصيني

«الدوري الصيني مقبرة للاعبين».. مقولة باتت منافية للواقع، بعدما أصبح الدوري جاذب للكثير من النجوم، ما دفع أنظار العالم تتجه نحوه في كل ميركاتو، صيفيًا كان أو شتويًا لمعرفة تطوراته، والتي كان آخرها صفقة انتقال كريم بنزيما من نادي ريال مدريد الإسباني إلى أحد أندية الدوري الصيني في النصف الثاني من الموسم الجاري.

ويأتي العرض الصيني في وقت يمر فيه اللاعب الفرنسي كريم بنزيما مع ناديه ريال مدريد، بفترة من التذبذب في المستوى، فبعد انطلاقة قوية لبنزيما مع الملكي في أولى جولات الدوري الإسباني حيث سجل 4 أهداف في ثلاثة مباريات متتالية، انخفض بريقه كثيرًا، ولم يتمكن حتى الجولة الثامنة من تسجيل أهداف أخرى.

 

ورغم تداول الكثير من المعلومات عن صفقة انتقال بنزيما من الدوري الإسباني، إلى الصيني، إلا أن الكثير من المواقع أكدت أن المهاجم الفرنسي غير مقتنع بالانتقال حاليا إلى الدوري الصيني، ولكن تطرح الصفقة سؤال مهم لماذا يذهب الكثير من نجوم العالم إلى الدوري الصيني؟.

عامل السن

ويربط الكثير من المحللين الرياضيين، ارتباط أسماء بعض نجوم العالم في الدوريات الكبرى بالانتقال في الدوري الصيني بعامل السن، فعلى الرغم من أن صفقة اللاعب البرازيلي أوسكار التاريخية بانتقاله للصين تمت وهو في عمر الـ 25 عامًا، وهى الفترة التي يصل فيها اللاعب إلى أقصى درجات النضج الكروي، لكن أغلب الصفقات الأخرى كان السن وخفض معدلات العطاء لدى المطروحين أسمائهم، عاملين أساسين لحسمهما، وهو ما أدى إلى طرح أسم بنزيما في هذه الفترة للانتقال إلى الدوري الصيني، لاسيما بعدما تخطى عمره الـ 30 عامًا.

ارتفاع المرتبات والعقود

ومن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انتعاش سوق الانتقالات في الصين، وكان من العوامل المهمة لجذب نجوم كرة القدم في العالم، هو ارتفاع المرتبات والعقود المقدمة للاعبين، ولم يكن الارتفاع سببه فقط  إغراء اللاعبين بالانتقال إلى الدوري الصيني، بل كان هناك سببًا آخر يعود لتطبيق الدولة الصينية قانون يجبر الأندية للحد من عدد اللاعبين الصينيين الدوليين في فرقها وهو ما رفع من أسعارهم في السوق الداخلية، الأمر الذي أدى تلقائيًا إلى ارتفاع أسعار اللاعبين الأجانب وتعزيز فرص انتقالهم للدوري الصيني.

قد يعجبك: آخرهم كابيلو وأبرزهم سكولاري.. 3 أسباب وراء انتقال نجوم العالم للدوري الصيني.. تعرف عليها!

عاملًا آخر وراء ارتفاع أسعار اللاعبين المنتقلين إلى الدوري الصيني، وهو الإنفاق المبالغ فيه من الأندية الصينية، لتنفيذ رؤية الحكومة في جعل الصين تجمعًا كبيرًا للاعبي كرة القدم المميزين حول العالم وذلك للفت الأنظار إليها، حيث تحاول  الشركات التي تملك الأندية الصينية المشاركة في الدوري الصيني الممتاز، الاستثمار في التعاقد مع نجوم الكرة العالمية، لخطب ود الحكومة المهتمة بتطبيق دوري للمحترفين يشاهده العالم أجمع.

ويملك الدوري الصيني حاليا ثلاثة من أغلى 10 لاعبين في العالم أجرًا، حيث يتقاضى أوسكار 24 مليون يورو من إحدى الفرق الصينية، بينما يتقاضى ايزيكيل لافيتزى مع نادي هيبي شينا فورتون اف سي الصيني 22 مليون يورو، في حين يلعب هالك لإحدى الفرق الصينية بدوري الدرجة ويحصل على 20 مليون يورو.

كرة القدم قوى ناعمة للصين
 

وتمثل كرة القدم في استراتيجية الحكومة الصينية وخطتها المستقبلية قوى ناعمة للتنين لجلب الأنظار إليها، ومحاولة تقوية علاقاتها الدولية من خلال اللعبة الرياضية الأهم حول العالم، حيث تشير الروابط المربحة المشتركة بين الشركات القائمة على الرياضة في الصين والحكومة، إلى تعزيز دور كرة القدم في تحقيق الهدف المنشود وذلك عبر إغراء الأندية الصينية لاعبي العالم من العيار الثقيل، للتعاقد معهم بمبالغ طائلة، بالإضافة إلى ضم عدد كبير من أشهر مدربي العالم أمثال البرازيلى فيليبي سكولاري مدرب منتخبي البرازيل والبرتغال سابقًا ، بالإضافة إلى التشيلي مانويل بيلجريني، بالإضافة إلى  إيركسون الذي ضرب منتخبات إنجلترا والمكسيك وبنفيكا ومانشستر سيتي .

اقرأ أيضًا: إنيستا يقضي موسمه الأخير في «برشلونة» قبل الانتقال للدوري الصيني