«رحلة الموت».. حكاية «السحر والجمال » عاصمة الهيروين في مصر (صور)

الإثنين، 22 أكتوبر 2018 11:00 ص
«رحلة الموت».. حكاية «السحر والجمال » عاصمة الهيروين في مصر (صور)
المخدرات - أرشيفية
علي الديب

 

مكان موحش لا تحمل تفاصيله إلا ألوان متعددة وطرق مختلفة جميعها تنتهي بالموت، فالكل لا يبحث إلا عن جرعة تُقربة خطوة إضافية من نهايته بعدما أدمن المسحوق الأبيض وأخذ يتردد على المنطقة التي أصبحت حاليًا «عاصمة الهيروين» في مصر، والتي يُطلق عليها المدمنون اسم «السحر والجمال» نسبة إلى مدينة الإسماعيلية القريبة من حدودها.

اقرأ أيضا: تباع بالقطعة وتدخل في صناعة المخدرات.. ما هي عقوبة سرقة جثامين الموتى؟

مجموعة من العربان والهاربين من الأحكام يبسطون أيديهم على المنطقة فارضين سطوتهم على الداخل والخارج، تبدأ تجارتهم للسم الأبيض، بعد الحصول عليه مهربا من شمال سيناء عبر الدروب والمدقات الجبلية بـ«أبوصوير»، والإسماعيلية إلى أن يصل إلى «السحر والجمال» ليتم بيعه.. يشغل المكان مساحة كبيرة تحيطها بعض الأشجار العالية، والتبات والأبنية المتباعدة وعددا قليل من الفيلات التى تبدو مهجورة، وخلال رحلتنا للمكان باتفاق مسبق مع أحد سكان مدينة العاشر من رمضان المترددين على المنطقة، وصلنا إلى ما يشبه «بوابة» تبعد عن أول تبة في المدينة بنحو كيلو مترا واحدا، وعند الاقتراب فتش حراس المكان المسلحين جميع متعلقاتنا بعد سحب الهواتف المحمولة والاطمئنان لعدم وجود أي معدات تصوير أو أسلحة، مبررين ذلك بأن هذه الإجراءات تتم مع زبائن المكان غير المعروفين، وبعد عملية التفتيش اصطحبنا بعض الحراس باستخدام دراجات نارية إلى داخل المنطقة التى يتم فيها تداول المخدرات.

اقرأ أيضا: "دلع الكيف".. هذه الدول تقنن زراعة وتجارة المخدرات

بمجرد دخولنا للمنطقة شاهدنا مستويات مختلفة من البشر، وأسلحة آلية فى أيدى بعض الملثمين، «سرنجات» مُلقاة على الأرض، فتيات من مستويات مادية متباينة، لا مجال للحديث كثيرًا فقط تُخرج النقود وتطلب الصنف والكمية وتحصل على المطلوب في أقل من دقيقة وتغادر المكان أو تنتظر وتتعاطى جرعتك بطرق مختلفة شاهدناها بأعيننا، منها وضع الـ«هيروين» على ورق ألومنيوم فوق لهيب «ولاعة» واستنشاق الأبخرة المتصاعدة، وهي أكثر الطرق تكلفة حسبما علمنا من مرافقنا.

 
وعلى بُعد عدة أمتار رأينا مجموعة من الشباب يجلسون في دائرة على الأرض، يتناوبون لف البودرة فى أوراق صغير، لبيعها، وعلمنا أن مهمتهم التجهيز والوزن والتعبئة، وبالقرب منهم يقف 4 ملثمين بأسلحتهم في وضع الاستعداد، وجوههم نحو الاتجاهات الأربعة لحراسة عملية إعداد «الهيروين» للبيع، بالإضافة إلى آخرين يحملون نظارات مراقبة تكشف عدة كيلو مترات إضافية حول المكان.
 
وتبين أن ما يدفع المد منين للتردد على هذا المكان الخطير هو أسعار المادة المخدرة التى تصل إلى نصف سعرها المعتاد، حيث يبلغ سعر جرام الهيروين 120جنيهًا، وفى حال التردد أكثر من مرة يمكن الحصول عليه بتخفيض، حيث يتراوح سعر «البيسة» وهي مزيج من مادة «الكوك» وبرشام «أبو صليبة» وبعض المواد الكيميائية غير المعروفة، من 100 إلى 120 جنيهًا، وحقنة «الماكس» بـ 150 جنيهًا بدلًا من 300 أو 400 جنيه فى الأماكن الأخرى، فيما يتراوح سعر «الحشيش» من 200 إلى 250جنيهًا للقطعة، وهناك أنواع بـ 80 جنيهًا، حسب درجة الجودة.
 
 
وترجع صعوبة اقتحام عناصر الشرطة للمكان إلى موجود أكثر من 10 أبراج مراقبة مخفية بين الأشجار، عليها «ناضورجية» مُسلحين بمدافع متعددة الطلقات و«آر بي جي»، مهمتهم التحذير من قوات الأمن واتخاذ الإجراءات اللازمة للحماية، وتوجد خنادق لإخفاء البضاعة حال نشوب أى اشتباكات بين التجار ورجالهم والشرطة.
 
المصدر الذى أوصلنا إلى المكان أوضح أن المنطقة تتردد عليها شخصيات كبيرة، تبدو ذات أهمية نظرا لنوع السيارات التى يستقلونها، بعضها مزود بنوافذ سوداء تخفى من بداخلها ومصحوبين بحراسة مشددة، إذ قد يتعرض بعض المدمنين إلى الاعتداء، خصوصًا الفتيات، حيث قال إنه أوصل منذ نحو شهر إحدى الفتيات إلى المنطقة، وبعد نصف ساعة عادت منهكة وأخبرته أنها تعرضت للاغتصاب داخل المكان مقابل «جرعة هيروين».
 
 
وقال آخرون إن عددًا من الفتيات المدمنات يذهبن إلى المكان للتعاطى، ويقدمن أنفسهن لمن يدفع لهن ثمن الجرعة، لذا فتح بعض التجار ما يشبه «كازينو» أو «ملهى ليلي» للتعاطي وممارسة الرذيلة، ولكن لا يدخله سوى الأفراد المعروفين لدى حراس المكان، ومن المعتاد مشاهدة سيارات كثيرة متجمعة بالقرب من المنطقة لتعاطي «الماكس» و«الهيروين»، بالإضافة إلى تردد أشخاص غير مصريين على المكان.
 
وتصل الاعتداءات فى بعض الأحيان إلى القتل، وهو الأمر الذي سرده لنا مصطحبنا بالمكان، مشيرا إلى أنه تم العثور على جثمان شخص بالقرب من الطريق إلى المكان وظل ينزف حتى الموت، ولاتعلم الضحية من قاتلها أثناء تواجدها في هذا المكان، كما انتشرت السيارات المتفحمة نتيجة الاشتباكات المتكررة بين رجال الشرطة، وعربان الموت على جانبي الطريق.
 
 
مداهمات الشرطة للسيطرة على المكان لاتتوقف، وتم القبض على العديد من العربان والمدمنين من القائمين على تلك التجارة، وشهدت تلك المنطقة مواجهات عنيفة بينها وبين تجارة الهيروين، إلا أنها في كثير من الأحيان تنتهي بهروبهم تسللا بين الجبال والوديان لفترات ثم يعودون من جديد لممارسة تجارتهم، ويسيطر على المنطقة بدو من عرب العريش الذين نزحوا إليها بعد أحداث ثورة 25 يناير، بالتنسيق مع عرب المنطقة ثم استولوا عليها وبنوا فيها بعض المنازل وجلبوا المخدرات من العريش، عبر الدروب والطرق الصحراوية تفاديًا لأكمنة الطرق الرئيسية. 
 
201709070543284328
 
39668-21442916_1545930912117506_900337941_n
 
313
 
44434926_111769636401284_5795656636185968640_n
 
968
 
56535
 
1457612700

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة