تباطؤ الاقتصاد العالمي يمثل خطراً.. سر تراجع أسعار الخام الأمريكي مع استقرار أسعار النفط

السبت، 10 نوفمبر 2018 10:00 ص
تباطؤ الاقتصاد العالمي يمثل خطراً.. سر تراجع أسعار الخام الأمريكي مع استقرار أسعار النفط
نفط

«تباطؤ الاقتصاد العالمى يظل الخطر الرئيسى الذى يدفع النفط للهبوط».. هكذا علق أحد المحللين التابعين لـ«برنشتاين إنرجي» على تراجع الخام الأمريكي بنحو 20% منذ بادية أكتوبر الجاري، واستقرار أسواق النفط في بورصة الجمعة، والتي لازالت ضعيفة مع ارتفاع الامدادات ومخاوف التباطؤ الاقتصادي الضاغط على الأسعار.

اقرأ أيضا: الاستثناءات الأمريكية من العقوبات الإيرانية في صالح تركيا.. ومن أيضا؟

5

 

وفي لندن، تراجع برنت إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر تحت مستوى 70 دولاراً للبرميل، ويأتي هذا الانخفاض، مع تفاقم تدهور النفط مدفوعا بقرار الولايات المتحدة، بالسماح لثمانية بلدان بالاستمرار في الاستيراد من إيران، التي فرضت واشنطن عقوبات عليها في وقت سابق من هذا الأسبوع، إضافة إلى التعهدات من قبل السعودية والمنتجين الآخرين، بضخ المزيد والمكاسب في العرض والمخزونات الأمريكية، وقد حولت المخاوف من أزمة العرض إلى الحديث عن فائض العرض.

على الجانب الآخر فإن أي اتفاق محتمل من قبل منظمة الأوبك على العودة إلى تخفيضات الإنتاج، سيمثل المنعطف الثاني للإنتاج بالنسبة للمجموعة هذا العام، فبالنسبة للمملكة العربية السعودية - أكبر مصدر للنفط الخام في العالم - ستكون هذه هي المرة الثالثة في السنوات الأخيرة التي قدمت فيها المملكة زيادة في العرض فقط.

أقرأ أيضا: نفط طهران مقابل الغذاء.. هل تتحدى إيران العقوبات الأمريكية وتستمر في تصدير الذهب الأسود؟

وفي الولايات المتحدة، ارتفع إنتاج الخام إلى مستوى قياسي بلغ 11.6 مليون برميل في اليوم الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة، وارتفعت المخزونات على الصعيد الوطني بمقدار 5.8 مليون برميل، متجاوزة مكاسب 2 مليون برميل المتوقعة في مسح بلومبرج.

ووصل إنتاج أوبك في  أكتوبر إلى أعلى مستوى منذ عام 2016 ، بينما ضخت روسيا الشهر الماضي 11.4 مليون برميل في اليوم، وهو رقم قياسي في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي. وسيتعين على المنتجين الذين سيجتمعون في نهاية هذا الأسبوع، طرح كيف سيتعرضون للمخاطر من جراء الطلب من تباطؤ اقتصادات الأسواق الناشئة وحرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وبحسب بلومبرج، درست إحدى المؤسسات بالسعودية مؤخرا ما قد يحدث لأسواق النفط في عالم لا توجد به أوبك. وتعد  هذه الدراسة الثانية بعد أن خلص تقرير سابق إلى أن الطاقة الاحتياطية للمجموعة تقلل من تقلب أسعار النفط وتدر فوائد اقتصادية سنوية تصل إلى 200 مليار دولار للاقتصاد العالمي.

وقال آدم سيمينسكي، الذي يرأس مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض: «نحن ننظر إلى ما سيحدث إذا لم تكن هناك طاقة احتياطية، وأحد سيناريوهات ذلك هو أن أوبك غير موجودة».

يأتي ذلك في وقت محفوف بالمخاطر بالنسبة للمملكة العربية السعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، والتي هاجمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نحو متكر، من أجل إبقاء أسعار النفط مرتفعة للغاية.

يذكر أن سعر النفط  شهد انخفاضا فى أمريكا مؤخرا ليصل سعر البرميل إلى 62.63 دولار، بتراجع بنسبة 18.6% عن الارتفاع قبل شهر فقط، الأمر الذي أرجعه البعض إلى تراجع النمو العالمي وتأثر النفط مثل بقية السلع، حيث واجهت الأسواق المالية أزمة وتلاها بعد ذلك انخفاض في شهية النفط.

العقود الآجلة لخام غرب تكساس، الوسيط الأمريكي، بلغ بحلول الساعة 6:29 بتوقيت جرينتش، 65.73 دولارا للبرميل الواحد، بنسبة زيادة قدرها 6 سنتات مقارنة مع سعر التسوية السابقة، ويتجه هذا النوع من الخام، صوب الاتخفاض للأسبوع الخامس على التوالي، وذلك بعد أن شهد تراجعا بنسبة 4% منذ بداية الأسبوع الجاري.

اقرأ أيضا: التوتر يسيطر على سوق النفط.. هل تعجز «أوبك» عن سد احتياجات السوق العالمي للمحروقات؟

وعلى جانب أخر بلغت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أقرب استحقاق 70.84 دولار للبرميل بزيادة 19 سنتا مقارنة مع سعر الإغلاق السابق. ويتجه برنت صوب التراجع 3% تقريبا هذا الأسبوع، لينخفض للأسبوع الخامس على التوالي، وبنحو 20% انخفض خاما «برنت، وغرب تكساس الوسيط»، من أعلى مستوى لهما في أربع سنوات بلغاه في مطلع أكتوبر.

اقرأ أيضا: العقوبات الأمريكية على طهران تدخل حيز التنفيذ.. كيف تتأثر أسعار النفط العاليمة؟

9
 
وليام أولوفلين، المحلل الاستثماري لدى «ريفكين سيكيوريتيز» باستراليا، علق قائلا: «أسعار النفط... رسميا فى سوق هابطة حاليا، بعد أن تراجعت 20 % من ذروتها في أكتوبر»، بينما اتجه محللون آخرون إلى أن الضغط النزولي الرئيسي على الأسعار يأتى من ارتفاع الإمدادات، على الرغم من العقوبات الأمريكية على إيران التى فُرضت هذا الأسبوع، وكذلك من المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادى.
 
 
وقال محللون لدى برنشتاين إنرجى «مع مواصلة صادرات أوبك الارتفاع، تستمر المخزونات فى التزايد مما يفرض ضغطا نزوليا على الأسعار».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة