قصة منتصف الليل: أوقعته الحسناء.. فتورط في دماء شقيقته

الإثنين، 04 فبراير 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل: أوقعته الحسناء.. فتورط في دماء شقيقته
قصة منتصف الليل
إسراء بدر

 
وقف «عز» الشاب العشريني يتناول أنفاس من سيجارته أمام شرفة غرفته كعادته في كل صباح، وقعت عيناه على المنزل المقابل له ليجد سيدة غاية في الجمال تتمتع ببشرة بيضاء وشعر أسود طويل مرتدية ملابس تظهر أكثر مما تخفى من مفاتنها المثيرة لأي رجل فوجدها تلتفت إليه وعندما وقعت عيناها في عينه لم تحاول الهرب أو إخفاء نفسها من أمام الشرفة، فاستغرب «عز» من رد فعل السيدة الجريئة التي لا يعلم عنها سوى أنها تسكن في هذا المنزل منذ ما يقرب من شهر وهى الشقة المفروشة التي اعتاد السكان على استئجارها لأشخاص مختلفة بين فترة وأخرى.
 
ظل واقفا يتأمل مفاتنها وعيناها الجذابة تشده إليها أكثر وكأنها تعبر عن سعادتها بنظراته وفجأة وجدها تتجه إلى نهاية الغرفة لتبعد عن أنظاره فاستمع إلى أغاني هادئة فوجدها تأتى أمام عينيه من جديد وهي تتمايل بجسدها في رقصات مثيرة، شعر «عز» حينها أنها تناديه ليأتي إلى شقتها فحركاتها تعبر عن رغبتها في وجوده وعيناها الجريئة تقوى قلبه على اتخاذ مثل هذه الخطوة التي لم يفعلها من قبل، فخرج من منزله ودقات قلبه تتسارع كادت أن تخرج من صدره وتوجه في خلسة إلى شقة جارته الحسناء فوجد الباب مفتوح فدخل بخطوات هادئة يبحث عنها ويسير في اتجاه صوت الأغاني ولكنه لا يجدها فأخذ يبحث عنها كالمجنون في كل مكان في الشقة وعقله يتساءل «معقول كنت بحلم أو بيتهيألي؟».
 
فتح باب غرفة النوم فلم يجدها ولكنه وجد الصدمة الأكبر، فقد ركل بقدمه دون قصد فور فتح باب هذه الغرفة سيدة ملقاة على الأرض فوقف مذهولا أمامها يدقق النظر فيها فوجدها شقيقته الصغرى التي لا يتخطى عمرها الثامنة عشر عام، فحاول إيقاظها فوجدت الدماء تنزف من رأسها وتلوث يديه وملابسه فوقف عاجزا عن التصرف أمام المشهد فقد أتى من أجل الفاتنة ليجد شقيقته غارقة فى دماءها، حاول حملها للذهاب إلى المستشفى وأثناء خروجه من الشقة وجد رجال الشرطة يهاجمونه ويلقون القبض عليه وعقله متوقف عن التفكير.
 
اكتشف «عز» من حديث رجال الشرطة أن شقيقته توفت ولم تكن مجرد إصابة في الرأس مثلما توقع، وأن البلاغ المقدم للشرطة هو مقتل شقيق لشقيقته فور اكتشافه سوء خلقها وعلاقاتها الآثمة مع أحد الجيران، فصعق «عز» من كل المشاهد والكلمات المحيطة به فلم يحدث أي منها على الإطلاق وشعر حينها وكأنه يغوص في نومه وأتى له كابوس مظلم يدمر حياته ويحاول إيقاظ نفسه في أسرع وقت، ولكنه وجد نفسه مقيدا عن الحركة عاجزا عن التصرف ولم يستيقظ من صدمته إلا بعدما وجد نفسه في الحبس على ذمة التحقيقات، فأخذ يفكر في الأمر وما علاقة شقيقته بهذه السيدة الحسناء وما سبب مقتلها في هذه الشقة وإذا قص في التحقيقات الرواية الأصلية لم يصدقه أحد، وفجأة تذكر أمر هام وهو أن شقيقته كانت تهوى تصوير كل ما يدور في حياتها وكل ما تقع عيناها عليه حتى إذا كان في المنزل ومن عشقها في التصوير اشترى لها كاميرا حديثة في عيد ميلادها الماضي كانت تمسكها طوال الوقت.
 
طلب حينها الحديث مع المسئولين ورجال الأمن فأخرجوه من الحبس ليدخل مكتب أحد القيادات ويقص عليه ما حدث بالفعل وأنه على يقين أن الكاميرا الخاصة بشقيقته بها ولو جزء من الحقيقة أو لديها طرف الخيط وراء حقيقة ما يحدث، توجه رجال الأمن إلى منزل «عز» فوجدوا في غرفة شقيقته الكثير من كروت الذاكرة الخاصة بالكاميرا فتحفظوا عليها بعد تفتيش دقيق لغرفتها، وبعد ساعات سمع «عز» نداء الشرطي له فتوجه معه إلى مكتب المسئول وبدأ يفرغ معه كروت الذاكرة ويحاولوا البحث عن مبرر لما حدث إذا ما كانت رواية «عز» حقيقية وأنه لا علاقة له بما حدث.
 
وفي أحد الكروت وجدوا التقاط الكاميرا مقاطع فيديو من شرفة المنزل المطلة على شقة الجارة الحسناء فشعر حينها «عز» أن الحقيقة أوشكت على الوضوح ولكن لم يكن هناك شيء واضح في مقطع الفيديو عن سبب تصويره فمن المؤكد أن هناك شيء رأته الشقيقة بعينيها وحاولت تصويره ولكن عدسة الكاميرا لم توضح ما يحدث في هذه الشقة الملعونة، فجاءوا بخبير في الإلكترونيات وحاول تكبير الصورة لمعرفة المقصود من هذا المقطع فظل الخبير لما يقرب من ساعة في محاولات مستمرة إلى أن وجدوه يأتي لهم بمقطع فيديو لأحد كبار السياسيين في الدولة وهو يمارس الرذيلة مع سيدة في هذه الشقة وعندما نظر إليها «عز» اعتلى صوته «هي دي الست اللي كانت واقفة بترقص وبتقولي تعالى».
 
استمروا في مشاهدة مقاطع الفيديو ليجدوا أن هناك مقطع يظهر فيه الرجل وهو عيناه تقع على عدسة الكاميرا فهرب سريعا من أمامها وانتهى المقطع عند هذا المشهد، واتخذ رجال الأمن إجراءاتهم للقبض على السياسي الظاهر في مقاطع الفيديو وجلس «عز» في هذه اللحظة مستسلما لقدرة الله ويليها رجال الأمن في القبض على الجاني، وحينها شعر بأن شقيقته توفت بالفعل فلم يكن يستوعب هذا الخبر طوال الأيام التي قضاها في الحبس لوهلة صدمته فيما يدور حوله ولكن بعد إفاقته واقتراب الحقيقة شعر بفقدانه لشقيقته الوحيدة التي عاشت معه كابنته بعد وفاة والديهما منذ عدة سنوات ليعيش وحيدا بدونها بل وكان من الممكن أن يتهم في مقتلها بقصة تلوث سيرتها الطيبة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة