إيران تتعهد ببناء الجيش السوري.. وأمريكا وحلفائها يردون بشماعة الكيماوي

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 08:00 ص
إيران تتعهد ببناء الجيش السوري.. وأمريكا وحلفائها يردون بشماعة الكيماوي
الاتفاقية العسكرية بين إيران وسوريا

 

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد استقرار الوضع فى سوريا، فبعد وضع سيناريوهات التهدئة والمرور قدما فى تنفيذها برعاية روسية وإيرانية وتركية، بين النظام السوري والجماعات المسلحة، تخرج واشنطن بسيناريو جديد للتصعيد أو الاستفزاز.

تحت شعار «الأسلحة الكيميائية»، شنت واشنطن هجوما على مطار الشعيرات العسكري فى سوريا بـ 59 صاروخاً توماهوك، إبريل العام الماضى، استهدف من خلالها طائرات وحظائر طائرات محصنة ومناطق لتخزين الوقود والمواد اللوجيستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي ورادارات، وقد جاءت الضربات حسبما أكد البيت الأبيض رداً على هجوم شنته الحكومة السورية بالأسلحة الكيمياوية في 4 أبريل في خان شيخون.

تهدئة الوضع السوري

وبعد شهور من الواقعة، جرت محاولات حثيثة ومكثفة  لتهدئة الأوضاع فى سوريا برعاية الحليفان روسيا وإيران، إضافة لتركيا التى على خلاف نظام بشار الأسد، وتم خلالها عقد العديد من الاتفاقيات بين النظام السوري والجماعات المسلحة، وعلى الرغم من أن الواقع فرض نفسه وأن الجيش السوري سيطر على أغلب الأراضى التى انتزعتها منه الجماعات المسلحة، لم يبقى سوي فئات قليلة منهم بداخل محافظة أدلب، لذا تم اتخاذ خطوات جدية مؤخرا لعقد مؤتمر ثلاثي جديد يضم رعاة التهدئة فى دمشق، إلا أن واشنطن ظهرت بحلفائها مؤخرا لقلب الطاولة من جديد.

تعد كل من روسيا مؤتمر القمة الروسية التركية الإيرانية لبحث الأوضاع فى سوريا، بحسب تصريحات الاثنين للمتحدث الصحفى باسم الرئاسة الروسية(الكرملين)، دميترى بيسكوف، الذى أضاف، أنه يجرى حاليا التحضير للقمة الثلاثية للدول الضامنة للتسوية فى سوريا، مشيرا إلى أن القمة قد تعقد فى طهران وسيتم إعلان الموعد النهائى لها عقب الانتهاء من بحث التفاصيل كافة.

لماذا غضبت واشنطن؟

الأسباب الحقيقة ليست الأسلحة الكيميائية، فالمخاوف الأمريكية تكمن فى كلمة واحدة وهى «إيران»، التى تراها واشنطن أنها مدت نفوذها الجغرافى والسياسي والعسكري لتقترب أكثر من إسرائيل عبر الأراضى السورية التى أصبحت مرادفا لـ«الوجود العسكري الإيراني»، فالتقارب الإيراني السوري، يشكل تحديا لما ترغب فيه واشنطن من تقويض القوتين معا، بخلاف المحاولات الفاشلة بسبب التدخل الروسي المفاجئ عام 2015 ليغير قواعد اللعب كافة.

الخوف الأمريكي، يظهر جليا بعد كلمات وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، عقب زيارته الرئيس بشار الأسد الأحد، ليعلن عقب اللقاء أهم بنود اتفاقية التعاون العسكري مع سوريا، فى حديث لقناة الميادين الإيرانية، والتى تشمل  إعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية الدفاعية السورية، لتتمكن من العودة إلى قدرتها الكاملة، مشيرا إلى أن إيران  تستطيع أن تقدم خدمة جيدة في هذا المجال والمشاركة في إعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية.

استفزازات واشنطن

وضع اللمسات الأخيرة لطي  صفحات سوداء دمرت سوريا منذ 2011، أغضب الولايات المتحدة الأمريكية، فأرسلت تعزيزات عسكرية إلى المدمرتين الأمريكيتين فى الشرق الأوسط، المدمرة «بي 1 – بي» التى أرسلتها فى وقت سابق من قاعدتها في قطر إلى البحر المتوسط، كما انضمت إليها المدمرة «يو إس إس سوليفان» التابعة للبحرية الأمريكية المزودة بـ56 صاروخ كروز.

 الأمر الذى اعتبره المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء غيغور كوناشينكوف، تحضيرا لاستفزازات أمريكية بزعم استخدام سوريا الأسلحة الكيميائية في إدلب، فواشنطن تريد أن تمنع محاربة الإرهاب في هذه المنطقة بأي طريقة، فهي المنطقة الوحيدة في سوريا، التي لا يزال يسيطر عليها المسلحون، بحسب ما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في وقت سابق عن الخطط الأمريكية في محافظة إدلب السورية.

فرنسا

حلفاء واشنطن ضد سوريا بدورهم، أبدوا استعدادهم لشن هجمات جديدة على سوريا، وهذا ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن استعداد باريس لشن ضربات جديدة على سوريا، في حال استخدام القوات الحكومية للأسلحة الكيميائية، وذلك خلال خطاب له أدلى به أمام السفراء الفرنسيين،الاثنين، مؤكدا أن الضربات التي شنتها فرنسا بالتعاون مع واشنطن ولندن في أبريل الماضي على مواقع للحكومة السورية، ردا على الهجوم الكيميائي المزعوم على بلدة دوما في غوطة دمشق الشرقية، مؤكدا على ضرب سوريا مجددا فى حال تسجيل حالات مؤكدة جديدة لاستخدام الكيميائي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق